الشباب العراقي: «ماكو زواج».. إكمال الدراسة والهرب إلى الخارج أهم
رئيس مجلس بغداد: ساعدنا أكثر من 800 شاب وشابة على الزواج.. وبرنامجنا مستمر
عراقيات يرددن شعارات أثناء مظاهرة احتجاج على اقتحام القوات الاميركية مبنى حكوميا في بغداد أمس (إ.ب.أ)
بغداد: نصير العلي
وجدت العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية العراقية نفسها أمام ظاهرة غريبة بدأت تنمو وسط المجتمع العراقي وبخاصة فئة الشباب، الذي ركز جل اهتمامه على تأمين سبل العيش وتكييف حياتهم بشكل يضمن لهم البقاء على قيد الحياة. هذا الصراع اليومي أجبرهم على إهمال أساسيات كثيرة لحياة المجتمعات ومنها الزواج.
تراجع معدلات الزواج وبحسب باحثين عراقيين تعود إلى جملة أمور منها ما يتعلق بالجانب الأمني، أو الفقر، وتردي الاحوال الاقتصادية، فيما يعزو الشباب انفسهم، العزوف عن الزواج الى تخوفهم من المجهول، وان تفكيرهم حاليا منصب على شيئين فقط هما الحصول على الشهادة الدراسية، والهروب الى خارج البلاد. اما أمانة بغداد فانها تنفي مسؤوليتها عن هذا الجانب وتقول انها تسعى لمساعدتهم عن طريق الزواج الجماعي ولديها خطط مستقبلية.
الباحث الاجتماعي نبيل الحسون، يقول لـ«الشرق الاوسط»، ان «الشاب العراقي يخشى الزواج والاقتران بزوجة وإنجاب أطفال، فهو يفكر بمصير زوجته وأولاده في حال وقوعه ضحية للصراعات السياسية والعرقية والمذهبية التي تعصف بالمجتمع العراقي»، مشيرا الى ان «فئة الشباب هم الاكثر تعرضا للعنف، حسبما أعلنت عنه الكثير من الدراسات والمنظمات الحكومية المحلية والدولية». وقال «هناك شباب آخرون منشغلون بأمور أخرى كثيرة منها أن مناطق سكناهم تعد من بين المناطق الساخنة فهم ينضمون بشكل مباشر لعناصر الصراع، بشكل يجعلهم لا يفكرون أصلا بالزواج في الوقت الحاضر».
وقام الحسون اخيرا بإعداد دراسة عن توجهات الشباب من الذكور حصرا، وبدأ من مراحل الدراسة المتوسطة وحتى ما بعد التخرج من المعاهد والجامعات، فوجد أن ما نسبته 80% يسير نحو هدف واحد وهو الحصول على شهادة بتخصص جيد والسفر لدولة أخرى وبدء حياته هناك. ويقول ان هذا الأمر ستكون له تأثيرات سلبية لا يمكن تخيلها على مصير الخبرات العلمية في العراق، وأيضا على معدلات الزواج والإنجاب وارتفاع نسب عنوسة الإناث وتراجع معدلات القوة العاملة الفتية للبلد.
وتجيء الأسباب الاقتصادية، كأحد أهم أسباب عزوف الشباب عن الزواج، ويقول البنك المركزي العراقي ووزارة التخطيط، ان معدلات التضخم ارتفعت، فيما تراجعت مستويات القوة الشرائية للفرد العراقي. وهذا يعني حسب البحث الاجتماعي نبيل الحسون «أن اهتمام العائلة العراقية سيتجه فقط نحو تدبير معيشتهم اليومية، على حساب المدخرات التي ستتراجع مما ينعكس سلبا على تبني مشاريع أخرى منها تزويج أبنائهم».
رئيس مجلس محافظة بغداد معين الكاظمي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس نظم قبل أيام احتفالية كبيرة لتزويج 400 شاب وشابة على قاعة محافظة بغداد، وهي الثالثة من نوعها، بعد تبني المجلس هذا البرنامج كنوع من أنواع الدعم المباشر لأهالي بغداد وشبابها الذين يمثلون لب المجتمع والأسرة البغدادية. وأوضح أن «لدى المجلس برنامجا مستمرا منذ تأسيسه بتزويج الشباب وخصوصا أبناء الشهداء وتشجيع فئة الشباب على الدخول في تكوين عائلة وبناء أسرة». رئيس لجنة حقوق الإنسان في المجلس نائل الموسوي بين من جانبه وعلى هامش الاحتفالية، أهمية الزواج ومكانته الاجتماعية والدينية داخل المجتمع العراقي وأي مجتمع آخر «لكن الظرف الذي يمر به هذا البلد بحاجة ماسة إلى تشجيع هذا الأمر لما له من تأثير على عودة الحياة الطبيعية»، منوها بإن المجلس قرر شمول 400 زوج وزوجة بدلا من 200 وتخصيص مبلغ 750 ألف دينار (560 دولارا) لكل شاب بعد استيفائهم الشروط التي وضعتها اللجنة. يقول ناصر موسى، وهو طالب مرحلة ثانية بجامعة بغداد «ان الغالبية العظمى من الشباب يفكرون الآن بترك البلد، فقد أصبح وجودهم في العراق خطر جدا والكل يسمع وكل يوم تقريبا عن العثور على جثث تعود لشباب مغدورين في بغداد أو أي مدينة أخرى». وأوضح ان «المستهدف اليوم هم الشباب». وقال لـ«الشرق الاوسط»، انه يقضي يومه بالتفكير بأمر واحد فقط وهو كيف يتمكن من البقاء على قيد الحياة لليوم الآخر.
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10478&article=431304 ابو فرات
مع الود