سعوديون يطالبون بتوفير دواء لأطفالهم تحظره الصحة لأسباب دينية
القراءة : 6777
التعليقات 23
تاريخ النشر : Saturday, 08 September 2007
غزة - دنيا الوطن ...
طالب عدد من أهالي أطفال سعوديين مصابين بمرض نادر، علماء الدين بإصدار فتوى وإيصالها لوزارة الصحة للسماح باستيراد الدواء الوحيد الذي أثبت فعالية في العلاج والذي تحظره الوزارة نظرا لاستخدام "مشتقات الخنزير" في إنتاجه.
ويوجد أكثر من 300 طفل سعودي مصاب بالتكيس الرئوي وهو مرض وراثي ونادر نوعا ما، وينتج عن فشل الغدد في تأدية وظيفتها الطبيعية.
ويضطر هؤلاء الأطفال إلى السفر للخارج بشكل متواصل لجلب هذا الدواء غير المتوفر في السعودية لاحتوائه على مواد مخالفة للشريعة الإسلامية.
ويجمع الأطباء السعوديين أن المصابين بهذا المرض لا يمكن أن يعيشوا أكثر من 10 سنوات، إلا أن أهالي بعض هؤلاء المرضى يقولون إن الأطباء الأمريكيين أكدوا لهم أن المصاب بهذا المرض يعيش طويلا إذا توافر له الدواء المناسب، بحسب تقرير أعده الصحافي محمد حميدان ونشرت صحيفة "الحياة" في طبعتها السعودية السبت 8- 9-2007.
ويشدد غالبية آباء الأطفال المرضى على وجود فتاوى تبيح استعمال الدواء للضرورة، أفتى لهم بها بعض رجال العلم المعروفين في السعودية، خصوصا أن بديله المعتمد في السعودية "رماه الأطباء في أميركا في القمامة" كما ذكر والد أحد الأطفال المصابين، نظرا لعدم فائدته وجدواه في معالجة هذا المرض، إضافة إلى صعوبة تشخيص المرض، والذي لا يوجد من يلم به في السعودية إلا عيادة واحدة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض.
خديجة هيثم محمد يوسف، (7 سنوات)، هي إحدى المصابات بالمرض، وأجمع الأطباء في السعودية على أنها لا يمكن أن تعيش أكثر من عشر سنوات، ما اضطر والدها للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكد له الأطباء أن المصاب بهذا المرض يعيش لفترات تتراوح من 56 إلى 60 عاما إذا توافر له الدواء المناسب.
معاناة بالجملة
والد خديجة ومجموعة من آباء الأطفال انشؤوا موقعا على شبكة الانترنت للمصابين بهذا المرض، يقدم النصيحة، ويطلعهم على أبرز النقاط التي تهمهم، كبادرة منهم يرجون أن تقابلها وزارة الصحة بتخصيص بعثات لعدد من الأطباء في المراكز العلاجية المتقدمة في دول العالم لاكتساب الخبرات والمعرفة اللازمة لعلاج هذا المرض والتعامل معه.
تقول خديجة: "وعدت أبي وأمي بالمواظبة على أداء العلاج الطبيعي كل يوم، أدعو لي أن أعيش بسلام وبصحة وعافية، والحمد لله على كل حال".
وتضيف أن كل أملها هي والأطفال المصابين بهذا المرض توفير العلاج الملائم لهم، وجعله متوافرا في الصيدليات السعودية، مؤكدة أنها لا تستبعد بادرة خير من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوفير هذا العلاج لهم مجانا.
ويقول والد الطفل سعد محمد الفيفي، (7 سنوات)، والمصاب بالمرض نفسه إن "الأدوية المستخدمة في علاج المرض هي إنزيمات لا ضرر منها، ويلزم على الأطفال المصابين بالمرض استخدامها في كل وجبة بمعدل يصل إلى 450 حبة دواء في الشهر".
رجال العلم أفتوا بعدم حرمة الدواء
وعن أسباب منعها في السعودية، أوضح الفيفي أنها تحتوي على مشتقات من الخنزير، مشيرا إلى أن عديدًا من رجال العلم أفتوا بعدم حرمة هذا الدواء لعلاج حالة كحالة ابنه الصحية، إذ إن عدم توافر هذا الدواء يمنعه من الصمود أمام المرض لأكثر من عشر سنوات، فيما يصمد المريض في أوروبا وأميركا بفضل هذه الأدوية إلى سن 60 عاما.
وأشار إلى أنه في حال الانقطاع عن العلاج، يصل الأمر بالطفل إلى حال من الضمور كالتي نراها في صور المجاعات، مؤكدا ضرورة وجود أطباء قادرين على التعامل مع المرضى، ومعرفة كيفية العناية بهم، الأمر الذي يستدعي إرسال بعثات لأخذ دورات متخصصة في هذا المجال.
300 مريض.. ومستشفيات توفر الدواء بـ "طلب خاص"
اتفق استشاري الأمراض الصدرية في المستشفى العسكري في جدة الدكتور خورشيد توفيق، مع الآباء حول ضرورة إنشاء مركز متخصص للتعامل مع هذا المرض، وفي المطالبة بابتعاث بعض الأطباء لنيل دورات في علاج المرض، نظرا للأعداد الموجودة، والتي سجلت منها 300 حالة تقريبا في السعودية، منها ثماني حالات تراجع عيادته في المستشفى العسكري و30 حالة في مستشفى خاص في جدة، إضافة إلى تسجيل نحو 180 حالة في تخصصي الرياض، فيما تتوزع بقية الحالات على مستشفيات أخرى في البلاد.
ويؤكد د. توفيق أن من المؤكد وجود العديد من الحالات التي لم تسجل لصعوبة التشخيص وعدم وجود المؤهلين للتشخيص، ويشير إلى أن الدواء الوحيد الذي أثبت الفعالية في مقاومة هذا المرض وإعطاء المريض فرصه في التعايش معه إلى سنوات متقدمة تحظر وزارة الصحة دخوله إلى السعودية لأسباب دينية، ولكن توجد مستشفيات تستجلبه من الخارج، مثل: المستشفى العسكري عن طريق طلب خاص.
ويؤمل من العلماء الذين يعتد بفتاواهم، التي تصدر عنهم إيصال الفتوى الخاصة بمثل هذه الحالات التي تعتبر اضطرارية إلى وزارة الصحة، لتتخذ على ضوء ذلك ما يكفل توافر الدواء لهؤلاء المرضى، إضافة إلى الاهتمام بابتعاث الأطباء لدراسة طرق التشخيص وكيفية التعامل مع المرض.
ابو فرات
مع الود