كرملش يمي
كرملش يمي
كرملش يمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كرملش يمي

منتدى متنوع لجميع الكرمليسين الاصليين والمهجرين ولجميع شعبنا المسيحي في العالم يارب رجع كرملش لاهلها واصحابها وبشفاعة امنا العذراء وابنها يسوع وحارستها القديسه بربارة
 
الرئيسيةالرئيسية  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  مركز رفع الملفاتمركز رفع الملفات  مركز تحميل الصورمركز تحميل الصور  دليل المواقعدليل المواقع  كيبورد عربيكيبورد عربي  اتصل بنااتصل بنا  

 

 ايـام مُـرة في القـوش : بقلم الشماس صادق برنو : 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Hannani Maya
عضو مميز جدا
Hannani Maya


عدد الرسائل : 1545
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

ايـام مُـرة في القـوش : بقلم الشماس صادق برنو : 3 Empty
مُساهمةموضوع: ايـام مُـرة في القـوش : بقلم الشماس صادق برنو : 3   ايـام مُـرة في القـوش : بقلم الشماس صادق برنو : 3 Icon_minitime1الخميس أكتوبر 18, 2007 3:51 pm

ايـام مُـرة في القـوش


الّـفها بالسورث: الشماس صـــادق بــرنــــــو

نقلها الى العربية: الاستاذ بهنام سليمان متي

- الجزء الثالث -


معركة باسلة على قرية (ماكنان) : الخميس 17/ آب/ 1933

أريد أيضا أن أتحدث عن معركة باسلة دارت بين أهالي قرية (ماكنان) الشجعان يوم الخميس 17/ آب/ 1933 وبين جماعة من البدو سمر الوجوه اغتنموا البلبلة التي حدثت في القرى المسيحية أيام مذابح سميل فانتهزوا الفرصة وركبوا خيولهم وحملوا بنادقهم وتوجهوا إلى قرية (ماكنان) الآمنة يريدون نهبها وسلب مواشيها وقتل رجالها واختطاف نسائها وما دروا أن فيها من الرجال البواسل من يستطيع رد كيدهم إلى نحورهم ، فمنذ الصباح هجموا على القرية مثل الكلاب المسعورة فتصدى لهم البطل (گولياث) مع ربعه الشجعان قبل بلوغهم تخومها يدافعون عن أرضهم وعرضهم ويبعدون الشر عن بيوتهم وأولادهم وكانت معركة حامية الوطيس صال فيها البطل (گولياث) كالأسد الهصور ومثل الملاك اندفع فيهم يحصدهم حصدا ورفاقه معه يساندونه ويناورون لإبعاد الشر عن قريتهم ولما طالت الجولات بينهما وشعر (گولياث) أن العتاد الذي معهم بدأ يتناقص وقد يؤدي ذلك إلى إبادتهم قال لأصحابه :" اسندوا أنفسكم بما لديكم من عتاد وسأذهب إلى القوش وأجلب لكم العتاد والسلاح وبإذن الله لن يطول غيابي " . ردّوا أصحابه عليه : " كيف تستطيع أن تخرج من ساحة المعركة والسهول من حولنا تغص بخيول الأعداء ومقاتليهم نحن نخشى عليك منهم وأنت بينهم وحيد فريد " . أجابهم : " لابد أن أضحي بنفسي وحياتي من اجل ارضي وعرضي ، إذ لو نفذت الذخيرة لدخلوا علينا وذبحونا ذبح النعاج " . وهكذا انسل من المعركة مثل وميض البرق ووصل القوش آمنا بسلام ، وقصد صديقه الحميم (أسحق بن صادق جنو) وهو من عقلاء البلدة وكان بين عائلتيهما مودة، ومحبة وطيدة منذ عهد ابويهما وبمساعدة (يوسف بولا) اشتريا له العتاد والذخيرة ملأ بها خرج فرسه وعاد إلى قريته ودخلها بأمان فلما شاهده رفاقه استقبلوه بالأحضان والعناق واثنوا على البسالة والرجولة اللتين تحلى بهما في ذلك الظرف الحرج من أجل إسناد مقاتليه ودعم معركتهم التي استمرت يوماً بطوله قتلوا من أولئك البدو الحفاة العراة أعدادا كثيرة امتلأ الوادي الممتد تحت أقدام القرية بجثثهم التي ظلت طعاما للنسور وغربان الجو وللذئاب وأبناء آوى وخنازير البر فأرتد الباقون على أعقابهم يجرون أذيال المرارة والخيبة واستطاعت تلك القرية الصغيرة ذات الرجال الشجعان أمثال البطل (گولياث) الذي نذر حياته للموت والذي لا يمكن أن ينهض رجل مثله، استطاعت أن ترد كيد الكائدين إلى نحورهم وتلقنهم درسا قاسيا لن ينسوه أبداً .

في نهار الخميس 17/ آب / 1933 وصلت القوش انباء حملها بعض أهالي القرى المسيحية القريبة منها كقريتي (آزخ وهرماشي) مفادها أن آغا هاتين القريتين حمل الكثير من الأهالي على المشاركة في الهجوم المزمع على القوش .

وقد دفعت الغيرة المسيحية امرأة طاعنة في السن إلى السعي إلينا وتحذيرنا من المؤامرة التي تدبر ضدنا وان الجيش المسعور يستعد لبدء هجومه على البلدة فجر يوم الأحد 20 / آب حيث الناس نيام فيأخذونهم على غفلة بحيث لا يستطيعون دفع الضرر عنهم . عندما سمع الالقوشيون هذا الخبر فارت الدماء في عروقهم ووقع النبأ عليهم وقوع الصاعقة وبدأوا بقلوب مليئة بالحزن والأسى يتضرعون إلى يسوع المسيح المصلوب على الصليب . . . يسوع الملك الجبار قاهر الموت أن يستر على بلدتهم ويفتت

هذه الغيمة السوداء القادمة نحوهم من الجبل مزيحاً اياها عن سماء القوش الصافية ، ويبعد نيران أولئك الكفار عنهم . لم يترك الرؤساء الفرصة تفوت عليهم فاجتمعوا على الفور وتشاوروا مع بعضهم وتبادلوا الرأي في الطريقة التي يستطيعون بها إبلاغ البطريركية في الموصل بهذا الاعتداء المزمع عليهم ولما كانت السيارات محاصرة في الكراج ودونه شرطي يحرسه ويمنع السواق من استعمال سياراتهم والتحرك بها إلى أي طرف كان . فلابد من أيجاد شخص ذكي لبيب يعرف كيف يتصرف بهذا الظرف الدقيق ويتحايل على هذا الشرطي الحارس بحيث يتسنى لإحدى المركبات الخروج بمن يحمل النبأ إلى الموصل وقد أوكلوا الأمر إلى السيد ( يوسف سرسروك) هذا الرجل النابه ذي الغيرة والحمية لينزل للموصل ويبلغ البطريركية سريعا وقبل فوات الأوان .

نهض الرجل مبكرا يوم 17/ آب ، وقصد مرأب السيارات الصغير في البلدة وقال للشرطي الموكل اليه أمر الحراسة أن معاون الشرطة ابلغه بواسطة محمد الشرطي أن يتوجه إلى الكراج ويأخذ سيارته ويقصد دار مدير الناحية لنقل زوجته المريضة إلى الموصل . وسيرافقه شرطيان أثنان لحراسة السيارة في الطريق . بهذه الحجة المحبوكة استطاع أن يقنع الشرطي الحارس ويستقل سيارته قاصدا الموصل وسط حشود من الجيش والشرطة المحتشدة على جانبي الطريق وكان بالكاد يستدل على الطريق الوعر من كثرة الغبار المتصاعد من حوافر الخيل والبغال والحيوانات المستخدمة لنقل الأسلحة والمؤن والعتاد ولكن بسترالله وعونه استطاع الوصول إلى البطريركية في الموصل وكان رجال الدين فيها وعلى رأسهم غبطة البطريرك قلقين على القوش لا يعرفون ما يدور حولها . فلما دخلها ناحبا باكيا وصل نحيبه إلى (غبطة مار يوسف عمانوئيل الثاني) . فاستدعى سكرتيره القس (داود رمو) مستفسرا عن مصدر هذا البكاء والنحيب فلما اخبره بجلية الأمر، خرج من قلايته في الحال خائفا وجلاً ليستمع إلى (يوسف سرسروك) وهو يناشده باكيا : " سيدنا . . . سيدنا . . . بذمتك أنقذ القوش من هذه البلوى فقد وصلت أخبار تفيد أن الجيش يستعد لضربها يوم الأحد القادم وقد تأكد لنا ذلك من أهالي القرى المسيحية المجاورة الذين أجبرهم رؤساؤهم الأغوات على المشاركة في الهجوم علينا ، وقد أوفدني الرؤساء في القوش لأضعك في الصورة التي نحن عليها وأستجير بك لدفع العنف والأذى عنها" . البطريرك حزن كثيرا وضاقت نفسه مما سمع فما سكت ولا توانى بل اتصل في الحال بهذا المسؤول أو ذاك في الموصل . فلما تبين له صحة الأمر وان مسؤولي الموصل لم يحركوا ساكنا لحماية القوش اتصل بالقنصل الفرنسي في سوريا وكانت سوريا آنذاك تحت الانتداب الفرنسي واعلمه بما يُكادُ لالقوش البلدة المسيحية بعدما جرى في سميل من مذابح تجاه الآشوريين ورجاه أن يسارع إلى اتخاذ ما يراه ضروريا لإنقاذ المدينة من الشر المحدق بها . في نهار الجمعة 18 / آب وعند الساعة الثانية بعد الظهر حلقت طائرة فرنسية عسكرية واتجهت كالبرق من سوريا إلى الموصل . وأخذت تلقي من الجو منشورات على كل منطقة تصلها تحذر المسؤولين العراقيين من المس بحياة المسيحيين ومدنهم وقراهم فكل عمل طائش يصدر عنهم سيكون وَراءَه حساب عسير ، ومدينة الموصل نفسها لن تسلم من العقاب.

إلى جانب ذلك اتصل غبطة البطريرك بجلالة الملك الراحل (فيصل الأول) الذي كان على فراش المرض خارج البلاد (في سويسرا) واعلمه بالقضية فاتصل جلالته من جنيف بسويسرا بولي عهده

(الأمير غازي) ووبخه على ما يجري في البلاد في غيابه وأمره بإيقاف هذه الاعتداءات فورا. لماّ اطمأن (يوسف) إلى تدابير غبطة البطريرك، لم يرجع إلى القوش ليعلم رؤساءَها بما فعله البطريرك. حلّ على البلدة يوم السبت وهو يوم ينشغل الناس فيه بغسيل ثيابهم والتردد على الحلاقين لحلاقة رؤوسهم ووجوههم، ومن ثم الاستحمام وارتداء أجمل الثياب استعدادا لزيارة الكنيسة يوم الأحد والتضرع إلى الرب ليحمي مدينتهم من شر هؤلاء الذين لا يخافون الله لكن يا ترى من الذي تطاوعه نفسه على حلاقة ذقنه أو تزيين هيأته ؟ ومن هي التي تجد الرغبة لدخول الحمام وتسريح شعرها وارتداء أجمل ثيابها والقوش واجفة قلقة لا تعرف ماذا يريد بها هؤلاء الغرباء ؟ كان اغلب الأهالي قد ارتقوا أسطح منازلهم يراقبون الصادي والغادي وينظرون إلى هؤلاء المسلحين المنتشرين هنا وهناك ويترقبون من يأتيهم بالخبر الذي يبشرهم بقرب الفرج ، وفيما الجموع على تلك الحال من الترقب والخوف والانتظار إذ بسيارة بانت من بعيد قادمة من قضاء الشيخان (عين سفني) تبين إنها تحمل رسالة من العسكريين هناك إلى المسؤولين في القوش تبلغهم بضرورة التوقف عن القيام بأي أعمال عسكرية والطلب من الشرطة والجيش المتجحفل على الجبال بترك مواضعه والنزول منها فقد صدرت الأوامر العليا قاطعة بالكف عن التحضير للاعتداء وهذه الأوامر أبلغت بنفس الوقت لأولئك العرب و الكرد ومن لفّ لفهم من الانتهازيين المنتظرين فرصة السطو والسلب والنهب بالعودة من حيث أتوا إلى قراهم فالقوش أصبحت بعد اليوم في مأمن ولن يلحقها الأذى أو الغبن . بعد أن ابلغ الرسول رسالته للمسؤولين رجع بسيارته إلى (عين سفني) وأمام بيت (سكماني) كان هناك جمع من الناس محتشدا واغلبه لا يعرف ما يدور في الساحة ، واحدة من النساء ضمن التجمع رفعت يديها إلى السماء وشرعت تبكي بحرارة أشعلت القلوب , شاهدها ضابط من ضباط القوة العسكرية المتواجدة في البلدة ، ويبدو انه كان رجلا شهما وشريفا ذا غيرة فحنّ قلبه عليها وابتسم لها بعطف وحنان وقال لها بالعربية (لا تخافي يا أختي ، إن شاء الله ماكو شي) حين ذلك أحس المجتمعون أنّ الفرج قد حل ، فمن كلام هذا الضابط يستشف الخير الكثير ، وفيما الناس على هذه الحالة من الترقب ، وقبل الغداء ، رأوا عاصفة ترابية على الطريق قرب قرية تلسقف (الجم الأعلى) بانت من خلالها سيارة مسرعة قادمة من الموصل ، لابد أنها هي الأخرى تحمل لهم خبراً ساراً ولدى وصول السيارة إلى (بيت نونا) شاهدوا داخلها كاهنا بلباسه الأسود، أخرج يده من نافذتها وصاح بأعلى صوته أفرحوا يا إخوتي ، صلواتكم سمعها الرب واستجاب لها ، فلا تخافوا بعد الآن‘ فقد دفع الله البلوى عنكم، واصلت السيارة تحركها حتى بلغت بيت (صادق بلو) فأوقفها الجمع الكبير الذي كان في الطريق،ونزل منها القس(اسطيفان كجو) المطران بعدئذ،فتراكض الحاضرون نحوه يقبلون أيديه وهم فرحون بالبشرى السارة التي حملها إليهم ،كما بدأت النسوة يهلهلن والشباب من فوق السطوح يطلقون العيارات النارية فرحا وابتهاجا بذلك الخبر الذي وصلهم ولا استطيع بهذه الكلمات أن اصف ذلك السرور العظيم الذي انتاب جموع القوش والذي شاهدته بنفسي وقد سار القس (اسطيفان كجو) ومعه قسس القوش وشمامستها نحو الكنيسة التي كانت نواقيسها تقرع بتناغم لإقامة صلاة الشكر للرب على هذه النعمة التي أسبغها عليهم فأنقذهم من الشر الكبير الذي كاد أن يصيبهم ومن النيران التي كانت تريد التهامهم و شاركت كل جماهير البلدة بالصلوات داخل الكنيسة ولم ينسوا أن يحملوا (القس كجو) شكرهم وامتنانهم لصاحب الغبطة (مار عمانوئيل الثاني) بطريرك الكلدان الكلي الطوبى على جهوده الخيرة التي بذلها من اجل إنقاذهم وعلى إحسانه الذي لا ينسى معهم ، واثنوا في نفس الوقت على (يوسف سرسرك) الرجل البار الطيب صاحب الهمة والغيرة الذي غامر بحياته وانطلق بسيارته أبان تلك المحنة قاصدا الموصل وحده في طريق مليئة بالبدو الذين كانوا يلاحقونه بعياراتهم النارية مثل المطر محاولين منعه من الوصول ، لكنه بمهارته وسرعته استطاع الإفلات منهم فقد كان همّ الرجل أن يوصل الخبر سريعا إلى البطريركية قبل فوات الأوان ويجب ألا ننسى ايضا جميع الرجال الذين واصلوا الليل بالنهار لأجل حماية البلدة وصونها من الأذى وان نتذكرهم دائما بالخير والامتنان فلولاهم ولولا جهود المخلصين لما توصلنا إلى تلك النتيجة الحسنة . واني اذ اسرد هذه الذكريات التي مضى عليها أكثر من سبعة عقود من الزمان . لأرجو من القارئ الكريم أن ينبهني فيما إذا نسيت أو سهوت عن شيء مهم أو حقيقة فاتتني ، حتى يجعلني فرحا وشاكرا وان يستميحني عذرا عما يجده من أخطاء غير مقصودة فالإنسان غير معصوم عن الخطأ وسبحان من لا يخطأ.

*******************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ايـام مُـرة في القـوش : بقلم الشماس صادق برنو : 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كرملش يمي :: المنتـــديـــــــات العــــــامـــــــة :: تاريخ شعبنا والتسميات وتراث الآباء والأجداد-
انتقل الى: