كرملش يمي
كرملش يمي
كرملش يمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كرملش يمي

منتدى متنوع لجميع الكرمليسين الاصليين والمهجرين ولجميع شعبنا المسيحي في العالم يارب رجع كرملش لاهلها واصحابها وبشفاعة امنا العذراء وابنها يسوع وحارستها القديسه بربارة
 
الرئيسيةالرئيسية  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  مركز رفع الملفاتمركز رفع الملفات  مركز تحميل الصورمركز تحميل الصور  دليل المواقعدليل المواقع  كيبورد عربيكيبورد عربي  اتصل بنااتصل بنا  

 

 ايام مرة في القوش : بقلم الشماس صادق برنو : 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Hannani Maya
عضو مميز جدا
Hannani Maya


عدد الرسائل : 1545
تاريخ التسجيل : 05/10/2007

ايام مرة في القوش : بقلم الشماس صادق برنو : 2 Empty
مُساهمةموضوع: ايام مرة في القوش : بقلم الشماس صادق برنو : 2   ايام مرة في القوش : بقلم الشماس صادق برنو : 2 Icon_minitime1الخميس أكتوبر 18, 2007 3:43 pm

ايام مرة في القوش *

الفهـا بالسورث: الشماس صـــادق بــرنــــــو

نقلها الى العربية: الاستاذ بهنام سليمان متي

- الجزء الثاني -

ثم بدأت السلطة تختلق الذرائع وتفتش عن الحجج لتسوّغ اعتداءَها على البلدة . في البدء قالت يوجد بين أيادي أهل القوش أكثر من سبعين بندقية على أصحابها تسليمها للسلطة في اقرب فرصة رغم كونها مجازة رسميا وكانت بهذا الإجراء تريد تقطيع أجنحة البلدة على غرار ما فعلت بسميل عندما جردت الآشوريين من أسلحتهم أولا ثم دخلت جيوشها عليهم بيتاً بيتاً تقتل وتذبح بلا وجدان أو ضمير.

لم يستسغ أهل القوش طلب الحكومة هذا ورأوا فيه إجراءً يخفي خلفه الخبث والخديعة والحيلة. إذ كيف تُسلّم البلدة سلاحها الذي اشترته بمالها وبإذن رسمي من الدولة لتحمي نفسها من اللصوص وقطاع الطرق والخارجين على القانون الذين غالبا ما كانوا يسطون على هذه القرية أو تلك فيسلبون المواشي ويسرقون الدور حاملين غلاتها وما غلا من أثاثها ، ورجال الشرطة منزوون في مخافرهم لا تصدر عنهم حركة . ولا تبدو منهم لفته . . . كيف تسلم القوش سلاحها في هذا الظرف الدقيق وهؤلاء المجرمون واللصوص يحيطون بها ينتظرون الإشارة للانقضاض عليها , وهم يعرفون كل المعرفة أن رجلا من رجالها ببندقيته المتواضعة يعادل العشرات من مسلحيهم فلا منفذ لهم إلا بتجريد هؤلاء الرجال الشجعان من سلاحهم . أحتار الناس ثانية فيما يحاك لهم , ما أن ينجوا من فخ حتى تنصب لهم شباك أُخر . حمّلت السلطة المنادي قسرا أن يذرع البلدة طولا وعرضا ويطرق الأسواق والأزقة طوال النهار داعيا الأهالي بصوت بح من كثرة الصياح بضرورة طرد الغرباء من البلدة حالا وتسليم السلاح إلى مركز الشرطة دون تأخير لكن واحداً من البلدة لم يستجب لندائه ، فكيف تنبذ القوش المسيحية إخوانا لها في الدين والإيمان استجاروا بها ففتحت لهم أبوابها؟ كيف يمكنها ان لاتحميهم وتنقذهم من البلايا وقد حاقت بهم من كل صوب . . . أبداً لن تفعل ما يشين سمعتها النقية، بل ستبذل دماءَها رخيصة من اجل أن يبقى شرفها مصونا وسمعتها عالية شامخة على مر الأيام هذه الحكومة الكافرة تريد أن تشعل نارا أخرى في القوش وهي تسعى لخلق الذرائع من اجل ذلك، وهكذا فقد رُفعَ تقريرٌ كاذبٌ إلى قائمقام قضاء الشيخان (عين سفني)،سلمان جويدة، مفاده أن في القوش أربعين مسلحا يساعدون الآشوريين في تمردهم ، وقد ظّل هذا التقرير المشين يتردد بين القائمقامية والناحية في القوش لبضعة أيام ، ثم جاء القائمقام بنفسه إلى الناحية وطلب من مدير الناحية السيد (بهجت قليان) أن يؤكد مضمون التقرير ليرفعه إلى السلطات الحكومية مدعوما برأي رسمي ، لكن مدير الناحية ذلك الرجل الشهم ابن عائلة قليان الموصلية المسيحية المشهورة بطيب أرومتها وعراقة أصلها ونقاء سريرتها ، اخوهُ المطران يوليوس بهنام قليان واهله كلهم ورع تقاة، حكَّم ضميره ورجَعَ إلى الحق الذي يعرفه كل المعرفة وأكد للقائمقام أن ذلك التقرير محض كذب وادعاء وافتراء ونفاق فلا يوجد في القوش من يرفع السلاح بوجه الدولة وهذه حجج واهية يختلقها المتصيدون بالماء العكر ممن يريدون الهجوم على البلدة ونهبها وسلبها فقد كان سكان القرى المجاورة يتحينون الفرصة لكسب نصيبهم من الوليمة. وكان بعض رؤسائهم من اليزيدية والعرب يحلمون بالاستيلاء على بيوت القوش الفارهة و يوزعون فيما بينهم هذا البيت لفلان وتلك الدكاكين لعلان . وما دروا أن دون أمنياتهم خرط القتاد فالقوش ليست بذلك الصيد السهل وهي عصية على أمثالهم الجرد الرعاع.

كانت قطعات من الجيش والشرطة تذرع البلدة في النهار ذهابا وإيابا وترتقي الجبل مرورا بساحة (مار ميخا) وتنصب ربييتين على قمته أولاهما فوق (كبت ماي)، والثانية على كلي (قاشا حنا). وعندما كان الناس يسألونهم لماذا تصعدون الجبل وتأخذون استعداداتكم القتالية . كانوا يجاوبون : نحن قادمون لنحرسكم ونحميكم من العشائر التي تريد أن تعتدي عليكم . لكننا كنا ندرك جيدا أنهم يناورون ويراوغون وان وراء الأكمة ما وراءَها فلا بد اذاً أن تتحرك البلدة وتسمع البطريركية في الموصل ما يجري حواليها وما يبيّت لها في الخفاء ، وهكذا نهار الأحد المصادف 13 / آب وبعد انتهاء القداس الكبير الذي أقامه القس فرنسيس حداد ، استطاع بعض الرجال التسلل سرا والنزول إلى الموصل ومقابلة رجال البطريركية الكلدانية ووضعهم في الصورة التي هم عليها وكيف أن الجيش والشرطة في ذهاب وإياب إلى القوش قلّ نضيره وان في تحركاتهم ما يثير الريبة والشك بل تفوح منها رائحة الشر كله . البطريركية طمأنت الوافدين وأعلمتهم أنها أصبحت على بينة من الحالة لكن في أعماق نفسها كانت تدرك أنها مسؤولة عن هذه البلدة المسيحية ولابد من العمل لدرءْ الخطر عنها ولا سيما أن غبطة البطريرك (مار يوسف عمانوئيل الثاني) كان عضوا بارزا في مجلس الأعيان العراقي ، وكان على صلة طيبة بالبلاط الملكي وجلالة الملك فيصل الأول يكن له حبا واحتراما عميقين وان ولي عهده الأمير غازي – نائب الملك آنذاك – يدرك ذلك جيدا و كلاهما الملك وولي عهده يناديان البطريرك بلفظة (سيدنا) تبجيلا وتقديرا ، فعاد الوفد إلى القوش مساءً وهو يأمل خيرا ودعما من لدن البطريركية ورجالها . ذات يوم وأنا أغادر الكنيسة إلى داري ناداني معاون الشرطة وكان يسكن بيت (أيشوع بانو) وطلب مني أن أتوجه إلى بيت (يوسف جولاغ) وابلغه أن يهيئ فرسه ويجلبها له عند انتهاء الدوام ليمتطيها ويذهب مع بعض رجال الخيالة إلى قرية (حتارة) المجاورة لالقوش وسيعود عصرا ولن ينام هناك.



كما سألني بنفس الوقت هل هناك من ينام في الكنيسة وكم بابا لها . فأجبته أن الساعور وحده هو الذي يبيت فيها وان بابا واحداً فقط لها، وقد ارتبت في هذه الأسئلة التي وجدتها غير بريئة وتيقنت أن وراءَها غاية شريرة لا سيما أن ذلك المعاون كان واحداً من أولئك المتحمسين للإضرار بالقوش ، وقد بدأ يأخذ إجراءات احترازية لمنع الأهالي من مغادرة البلدة فأرسل بعض أفراد الشرطة إلى كراج السيارات لمنع السواق من استعمال سياراتهم وتحركها إلى أي جهة كانت حتى لا تصل رياح المكيدة إلى الخارج وكانت فلول العشائر من عربية وكردية ويزيدية وزيدكية تسرح في السهول الجنوبية من البلدة التي كانت في الوقت نفسه مراعي لأبقار القوش ومواشيها . وذات مساء عاد احد الرعاة إلى المدينة ذليلا مهموما يستغيث بالناس لان قطيع غنمه سلبته جماعة من البدو المتواجدة هناك فهاج الناس وماجوا لدى سماعهم ما حل بمواشيهم وهّب الرجال وراء السلاّبة يمطرونهم بوابل من الرصاص ويصبون نيران بنادقهم عليهم ويستعيدون القطيع من بين أيديهم ويصيبون في الوقت ذاته واحدا منهم لكن أولئك البدو لم يسكتوا لما جرى لهم ذلك المساء فعاودوا الكرًّةَ مرة أخرى بقوة اكبر وأعداد أوفر فسلبوا قطيع أبقار البلدة وعندما بلغ الخبر أهالي القوش هبَ أكثر من مائة رجل مسلح اغلبهم من (محلة سينا) واندفعوا وراء أولئك اللصوص وما فتئوا يقاتلونهم حتى استعادوا القطيع منهم ورجعوا به إلى البلدة وفي تلك الأزمة نادى يوسف بولا وبتي كجو وساعور الكنيسة بالشباب المجتمعين في الساحات والدروب أن يعود كلٌ إلى بيته ليهيئ بندقيته وعتاده ثم يرجع إلى حيث كان للتهيؤ لحراسة المدينة وحمايتها من كل مجرم أثيم . وقد ذهبت أنا أيضا إلى داري وأنزلت بندقيتي (كجك جابي) المعلقة مع رختها على جدار الغرفة فنظفتها وهيأتها كما طُلب منا . هذه البندقية مشتراة سنة (بيت توحلة) ولما اكتمل جمع الشباب وزع المشرفون على حراسة البلدة عتادا آخر علينا إضافةً لعتادنا ففي تلك الأيام المخيفة كان بعض الشباب قد توجهوا سرا تحت جنح الليل إلى سوريا واشتروا منها سلاحا وفيرا وعادوا به ، باعوا بعضه لمن استطاع الشراء ومنحوا البعض الأخر لمن لم تساعده حالته المادية على الشراء . فبالمحبة والتعاون والتكاتف أصبح أهل البلدة قلباً واحداً أيام المحنة والشدة وبقينا نراقب الأمور عن كثب ونحرس بلدتنا ليلا ونهارا خوفا من أولئك الناس القساة الذين لم يكونوا يتقون الله وكانوا يريدون بالقوش شراً، لكن الله هو الذي حماها وأنقذها من أيديهم الآثمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ايام مرة في القوش : بقلم الشماس صادق برنو : 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كرملش يمي :: المنتـــديـــــــات العــــــامـــــــة :: تاريخ شعبنا والتسميات وتراث الآباء والأجداد-
انتقل الى: