رسالة الى كهنة ورهبان وراهبات وشمامسة وبنات وأبناء أبرشيّة مار بطرس الرسول الكلدانيّة في سان دييكو / الولايات المتحدة الامريكية
Yousif 8 ساعات مضت اخر الاخبار اضف تعليق 4,491 زيارة
إعلام البطريركية
"لتكن النعمة معكم" (كول4/18)
أخواتي، إخوتي
كنيستُنا الكلدانيّة "كنيسة شهيدة"، منفتحة ومتعاونة وفاعلة بصدق، وغير منغلقة. ما نحتاجه اليوم هو ان نَلمّ شَملَنا، ونرتَّب بيتنا الداخليِّ، ونقوّيه وفق القوانين المرعيّة، ولا نفسح المجال امام انتقاداتٍ لا تمت الى الحقيقة بصلة، وتساهم في التشظِّي، فالناس في بلاد الاغتراب مُشَتَّتون وبَعيدون عن بعضِهم، والثقافة المحليّة تحمل عقليَّةَ الاستقلال والانفصال! لنتمسك بكنيستِنا واحدةً وجامعةً، لان تَمْزيقَها الى جماعاتٍ متناثرة، خطيئةٌ جَسيمة.
ان علاقتنا كمؤمنين ورجال دين ببعضنا ينبغي ان تتسم بالمحبَّةِ والتعاون لمواجهة التحديّات والتحولات والمخاطر المتسارعة، مما يجعلنا نَشعر بِسلَامٍ تامّ ووحدة باحترامِ التنوّع الذي يُثري. المحبة تمنح قوةً وثقة ًواندفاعاً الى العمل والخدمة والارتقاء. وتبقى المحبة دعوة الى كلِّ إنسان. هكذا علينا جميعاً في سنة الرحمة هذه، ان نطلب المغفرة َعن اساءاتنا الى أُخُوِّتنا والى تعليمِ المسيح.
كأب ورأس الكنيسة الكلدانية، هذه العائلة الكبيرة، أدعو جميع بنات وأبناء أبرشية مار بطرس الرسول في غربيّ الولايات المتحدة الامريكية، الى المصالحة فتسود المحبة على علاقتهم ببعضهم وبأبرشيتهم وبكنيستهم الام، مؤمنين بأن راعي الكنيسة واحد هو المسيح، وهويتُنا المسيحيّة هي ايضًا المسيح. لذلك أدعوهم الى ان يتأصَّلوا فيه ويُؤَسِسّوا حياتَهم عليه.
أُناشدكم أيها الاحبّة، أن تتجاوزوا الماضي وتفتحوا صفحة جديدة عبر العودةِ الى ينابيع إيمانكم الأصيل ورجائكم السعيد، وتقاليد كنيستكم الكلدانية العريقة. كما أدعوكم الى التضامن مع إخوتكم المهجرين المتألمين في البلد الأم واللاجئين في دول الجوار، والذين يواجهون مخاطر كثيرة. لا تتركوهم وحدهم، إنها مسؤولية أخلاقيّة.
أود ان اتوجه بنحو خاص الى" وجدان" المتجاوزين من الرهبان والكهنة، داعيًّا إياهم الى تحكيم الضمير والتبصُّر في مسؤولية تكريسهم للمسيح. أدعوهم الى التركيز على الأساس، أي السعي ليكون المسيح حيّا فيهم، ورفع ما يعيق تحقيق ذلك بجذرية: عيناً كانت او يداً أو رِجلاً (مت 5/29-30)، او مالاً أو منصباً أو صداقةً! لا يُعقَلُ ابداً أن يُفَصِّلَ الكاهن أو الراهب كهنوتَه أو رهبانيته على قياسه وبحسب قناعته. لا تتركوا أحداً يفصلكم عن ابرشياتكم أو ديركم. إن مستقبلكم ليس في بلد معين أو جواز سفر. هذا لن يدوم، بل مستقبلكم هو المسيح عبر امانتكم له ليس بكلامكم فحسب، بل بمثالكم وبمحبتكم المتناهيَّة وخدمتكم غير المشروطة لإخوتكم من خلال الاعتناء باكثرهم فقراً وحرماناً وألماً. شعبنا في هذه الظروف المقلقة يحتاج الى رعاة يميزون علامات الأزمنة كالأنبياء ويكتشفون معانيها ويبلغونها مؤمنيهم.
أيها الاحبّة، آمل أن تتقبلوا كلامي برحابة صدر. الآن لكم مدبر رسولي، قد عيّنه قداسة البابا فرنسيس، هو سيادة المطران مار شليمون وردوني، صلوا من أجل نجاح مهامه، والتفوا حوله كفريقٍ واحدٍ كما كان تلاميذ يسوع بعد بلبلة الصلب "يُواظِبونَ جَميعًا على الصَّلاةِ بِقَلْبٍ واحِد" (أع 1/14). ليعد كلُّ شيءٍ الى البداية الممتازة!
بهذه المناسبة لا يسعني سوى أن أقدم شكري لسيادة المطران مار سرهد جمّو الذي خدم هذه الأبرشية نحو أربع عشرة سنة. لقد أنجز نشاطات عدة كالمعهد الكهنوتي ودير المكرسات والمكرسين وقام بنشاطات ثقافية واجتماعية مختلفة. واليوم وسيادته يركن الى الراحة والصلاة، أؤكد له مع اخوتي الاساقفة مرافقتنا إياه بصلاتنا آملين انه سيغنينا بكتاباته، كما أطلب منكم أن تصلوا من أجله.
أخيراً في المرحلة الانتقالية هذه، أدعوكم جميعاً الى الصلاة والابتهال الى الروح القدس لكي يتم إختيار أسقف جديد مناسب لكم. كما أطلب صلاتكم من أجلى شخصيّا، ومن أجل كنيستنا الكلدانيّة التي تعيش ظروفاً قاسيّة، ومن أجل أبرشيتكم، أضعهما تحت حماية أمنا مريم، أم المعونة الدائمة في هذا الشهر المريمي المبارك.
"محبتي لكم جميعًا في المسيح يسوع" (1قور16/24)