وطني .. أسفي لك .. وعليك !!
-----------------------------
غسان حبيب الصفار
الى وطن ٍ أستبيح .. الى وطن ٍ ذبح من الوريد الى الوريد !
الى وطن ٍ بعناه بأبخس الأثمان ! الى وطن ٍ دمرناه بأيدينا , بكل الأشكال وكل الطرق ..
وطني ماذا أقول ؟ وكيف أعبر , فقد باتت الكلمات خرساء في وصف حالك ..
ماذا اكتب وقلمي عاجز ٌ عن الكتابة ! ماذا أسطر ؟ فآلاف الأسطر لن تكفي ..
وطني أرثيك .. وأنا أتذكر ماضيك .. كيف كنت وكيف أمسيت ! أرثيك فأتأسف وأتحسر ..
أتأسف على ما أصاب جسدك الطاهر .. وأتحسر حيث كنت كل شيء ..
نحرناك بالطائفية .. وأثخننا جراحك بالخلافات .. ومزقنا أجزائك بالأختلافات !
أتأسف على من باعوك وخانوك وقبضوا الثمن , أتحسر على من يرى ويسمع ويقف صامتا ً ..
أتحسر على من يؤيد هذا ويميل الى ذاك .. حيث الكل مشاركون في الجريمة !
وحيث الكل أصبحوا سكاكين في خاصرتك وحراب في جسدك !
أسفي على من تمسكن وتمكن ! أسفي على من تسلط وتجبر ..
مرات ومرات .. بأسم النضال مرة , وبأسم الدين مرة ! وبأسم الجهاد مرة وبالكثير من الأسماء ..
وفي كل مرة ٍ تذبح وتنحر وتمزق على مرأى ومسمع الجميع ! حيث أرادوك هكذا ! لتنهش الذئاب المنتظرة فيك بكل ما فيها من وحشية وخسة ومكر .. لتصبح في خبر كان !
نهبوك بأسم الدين .. ودمروك بأسم المذهبية .. ومسحو هويتك بالطائفية .. ولازالوا حيث أنت تنزف وتعاني وتحاول الوقوف والصمود وهم يزيدون عليك الضربات بمكرهم وغدرهم ليطرحوك أرضاً ويفرحوا ويضحكوا لفعلتهم الشنعاء ! وليهنئوا بعضهم بعضا ً فيما أرادوا ..
أسفي لك يا وطني لكل ما جرى وحدث , دمرناك وأعذارنا كثيرة .. بعناك وندعي البراءة !
نعم نحن من فعلنا ذلك .. وأسفي عليك وأسفي على قوم ٍ لم يعرفوا يوما ما معنى وطن ؟!
أشتاق إليك .. ويحملني شوقي .. فأنت وطني رغم كل شيء , رغم جراحاتك ورغم ماحل بك ..
لأنك وطني أحبك وأأسف عليك ..
أشتاق إليك رغم أنكسارك .. فمازلت كبيرا ً في نظري ومازلت ذلك الحضن الدافيء وذلك الحنو الذي لا ينضب ..
أشتاق إليك .. فمازلت لي كل شيء ..
أسفي لك .. وأسفي عليك يا وطني .. فجلادوك هم أبناؤك !!
6 / 3 / 2016 / كندا