.... الطبعية تتعايش مع الفنتازيا....17/10/2007 - 09:22:11 م
جواد الاسدي يصاب بلعنة المدن وينقل بابل الى بيروت
الاحتلال خطف بغداد من حيوتها
ليلى بسام
بيروت 4 اكتوبر تشرين الاول /رويترز/ - اصيب بلعنة المدن. الاولي تحولت الى فرن دموى والثانية قد تقع في فوهة الموت او الحرب وما بين بغداد وبيروت يقع مسرح بابل يحمل على كتفيه ارثا حضاريا ويأتي متنقل الخطى من المدينة الملتهبة الي تلك التي تستعد لاندلاع اللهب.
حامل هذا الثقل هو المخرج العراقي جواد الاسدي الذي اعتقد ان عراقه سوف يتنفس حرية ثقافية بعد اطباق على انفاسه دام 30 سنة لكنه ايقن ان مسرحا كبيرا اسمه الاحتلال قد خطف بغداده وبابله واصبح العراقيون مجرد مشاهدين محكومين بالالم والخوف والموت وباتت الاماكن الثقافية مساحات مهجورة.
يؤكد الاسدي انه اختار بيروت وشارع الحمرا تحديدا لاقامة مسرح بابل بشكل قصدي فبيروت بالنسبة له هي حاضنة للابداع العربي لكنه يخشى ان يتبدد حلمه مجددا وسط الدمار.
وقال الاسدي في مقابلة مع رويترز طبعا هناك حسرة سياسية وثقافية وانسانية.
مدننا هذه تشتعل واحدة بعد الاخري.اتمني ان لا يصيب هذه المدينة الاشتعال المتوقع او الانزلاق الى الحريق او الانزلاق الي الموت .
واضاف لقد وقعت بين قوسين.. بين حلم ان يكون /المسرح / في بغداد التي تحولت الى فرن دموي وبين ان نبحث عن ملاذ اخر هو بيروت.. وان معظم الخطاب السياسي يدل على ان
المدينة تسير نحو انزلاق نحو حرب ما او نحو مواجهة ما .
ويعيش لبنان في ازمة سياسية منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي هددت مرات عدة بانزلاقه نحو حرب اهلية جديدة.
غاب الاسدي عن بغداد لاكثر من 25 عاما مع مسرحيته المجنزة الامريكية التي تعالج العدوان على العراق عام 1991 عرضت على المسرح الوطني في بغداد عام 1992 من دون حضوره الامر الذي دفع أمه الى ارتقاء خشبة المسرح والزغردة احتفاء بالعمل الذي دان قصف بغداد وكسر أضلاع جسورها، وبعد سقوط نظام صدام حسين عاد المخرج العراقي الى وطنه الام ليجد ان العراقيين دخلوا في برزخ وبألم جديد اسمه الاحتلال.
بعد 30 سنة من عذاب العراقيين يعود الاحتلال مرة ثانية يكمل تدمير الانسان العراقي بشكل منظم جدا وتدمير دموي .
وقال ذهبت الى العراق وكان لدي هامش حلمي ان اخذ مسرح اسمه مسرح الرشيد وهو من اهم المسارح وتفاوضت مع وزارة الثقافة ولكن بعد ذلك فهمت الحقيقة في الشارع ان من المستحيل ان تقيم وضعا ثقافيا في بغداد لان الناس اصبحوا محكومين بالالم والخوف وهناك خوف كبير من ارتياد المسارح والاماكن الثقافية .
حمل الاسدي حلمه مجددا وعاد الي بيروت ولكنه قال هذا ما لم اكن احسب له حسابا.
لم اتوقع ان المدينة ستقع وستكون في فوهة الموت او فوهة الحرب او في فوهة القتل .
واضاف هذا يؤدي الي مردود حزين ويجعلني اكون محبطا بطريقة او بأخرى ومع ذلك
انا اخذت هذا المسرح واراهن بشكل كبير جدا ان لا نصحو ذات يوم على طبول حرب او لا
نصحو ذات يوم علي نزاع او قتال شوارع.
قطعا هناك حالة توجس تنتابني الان...لكن ما زلت مؤمنا ان هذه المدنية يمكن ان ينقذها الحكماء.
ويستعرض الاسدي اوجه الشبه التاريخي والحضاري بين بغداد وبيروت قائلا هذا الذي يجمع بين بغداد التي كانت وبين بيروت الان والتي لا اريدها ان تنزلق كما انزلقت بغداد .
وتساءل الا يأخذ السياسيون في لبنان مثلا ان العراق يحترق لسبب طائفي .
وعبر عن شغفه الكبير بالثقافة العراقية قائلا انا عراقي في النهاية. بهذا المعنى انا سأنقل الثقافة العراقية الى مسرح بابل من داخل العراق ومن خارجه .
وقال لكن ايضا مسرح بابل سيكون مفتوح الابواب امام الثقافة اللبنانية الحقيقية والمخرجين الشباب وغير الشباب والثقافات التشكيلية والبصرية والجسد والرقص بمعناه التعبيري الجسدي العالي القيمة وايضا التعددية الثقافية في العالم .
ويحاول الاسدي من خلال مسرح بابل تحقيق هاجسه الشخصي في انضاج عدد من اعماله معتبرا ان هذا المسرح سيشكل تفويضا لحريته الشخصية في ما يخص تطوير فكرة العمل الجمالي الذي يقوم به.
استهل المسرح برامجه بسهرات رمضانية مع مجموعة من الفنانيين اللبنانيين والعرب الذي لديهم مشاريع ثقافية لكن الافتتاح الرسمي سيكون في نوفمبر تشرين الثاني مع مسرحية تحمل عنوان نساء ساكسيفون وهو عمل موسيقي غنائي للاسباني جارسيا لوركا لكن الاسدي يقول انه اعاد كتابته وحوله الي عمل يمس الحالة السياسية وان من بعيد.