رسالة غبطة البطريرك ساكو إلى مطران وكهنة ومؤمني أبرشية مار بطرس الرسول في كاليفورنيا
- الكود:
-
أيها الأخوات والإخوة.
“تَبارَكَ اللّهُ أَبو ربِّنا يسوعَ المسيحِ، أَبو الرَّأفَةِ وإِلهُ كُلِّ عَزاء، فهو الَّذي يُعَزِّينا في جَميعِ شَدائِدِنا لِنَستَطيعَ، بما نَتَلقَّى نَحنُ مِن عَزاءٍ مِنَ الله، أَن نُعَزِّيَ الَّذينَ هُم في أَيَّةِ شِدَّةٍ كانَت” (2 كو 1، 3- 4).
بهذه المشاعر أكتب لكم هذه الرسالة، لنخط فيها بروح الرجاء معالم المرحلة الراهنة. أعرف أنكم بحدسكم الايماني تقاسون من ظروفكم، واني اتفهم وضعكم واقدر ظروفكم واتألم معكم. لكن المطلوب منا أن نستقرئ الواقع، على ضوء مسار كنيستنا المشرقية الكلدانية وكنيستنا الجامعة عبر التاريخ، إذ بقيت الكنيسة تحمل وديعة الإيمان بآنية من خزف، فانفرزت من الواقع البشري ظروف وضعتها على المحك في مواجهة التطلع الروحي؛ وفي كل مرة، نرى الكنيسة والمسيح معها، تخرج بخبرة متآزرة بروح الجماعة الرسولية والتفاف الشعب المؤمن.
أحد هذه العوامل البشرية المؤسفة هو عندما يتم تعريض الشأن الروحي الانجيلي الى التداخل مع الطموح الشخصي والشأن القومي- الثقافي، ولكل من الشأنين مساره المتميز يقتضي الحكمة في التوفيق بينهما لئلا يقع التناقض والخطأ والتراجع، ولئلا يغلب على الشأن الانجيلي شأن من شوؤن الحياة تبقى الكنيسة تعطيه ما يستحقه من قدر.
من هذا المنطلق، فإن ما يروّجه المطران سرهد من ان الكردينال ساندري يسانده لا صحة له، وان اعلان فحوى رسالته المؤرخة 19 كانون الاول في قداديس الكنائس وهي رسالة خاصة اختراق ادبي غير مالوف في التعامل الكنسي. من المؤسف القول ان المطران سرهد منذ زمن حصر نفسه في أكثر من زاوية ضيقة: يوما يعلن انه اشوري ويلوم من يدعي الكلدانية، ثم يوما آخر يعلن انه كلداني ويقصي من هو اشوري، ثم يوما هو وحدوي الى العظم ثم انفصالي وهذه الامور موثقة ومعروفة.
وفي مجال تعامل الكنيسة مع الجانب القانوني والمبدئي، فإنه في الاشهر الاخيرة قد جعل نفسه والكهنة القاطنين في حدود ابرشيته، خارج القوانين الكنسية ووظف موقع الابرشية الالكتروني لترويج امور غير دقيقة واهانة من يعارضه الرأي.
ومع التقدير لحدسكم الايماني، وما ظهر من مواقف بهذا الصدد، كان لا بدّ من التوضيح، أيها الأحباء، بشأن الكهنة المطرودين، وهم الذين ينطبق عليهم وصف الكهنة المخلوعين، أيالمطرودين من الخدمة الكهنوتية وممارستها، فلا المطران ولا كردينال المجمع الشرقي يقدر ان يعيدهم الى الكهنوت؛ إذ إنهم ليسوا كهنة في ابرشيته ولا موظفين في المجمع المذكور؛ منهم رهبان مطلوب منهم العودة الى ديرهم ومنهم آخرون كهنة ابرشيون ينبغي ان يعودوا الى ابرشياتهم، لا حلّ اخر امامهم. لقد طلب البابا فرنسيس من المؤمنين فضح الكهنة المسيئن!
إن ابرشية مار بطرس العزيزة تمخض عن نشأتها رحم الكنيسة الكلدانية، باستحصال إقرار بذلك من الكرسي الرسولي المقدس، وبرسامة مطرانها ورسامة كهنتها وعماذ مؤمنيها على الطقس الكلداني، المشترك عقائديا بشركة تامة مع الكنيسة الجامعة؛ واحتفل بقبول الاسقف سورو فيها، بعد اقرار ذلك من المجمع الكلداني المقدس، ولكن على المطران سورو عرفانا بجميل الكنيسة ان يعزز وحدتها والشركة مع الكنيسة الام ولا يصطف مع المطران العاصي! وهكذا وبكل بساطة، وانسجاما مع السياق القانوني للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، للمطران سرهد والاسقف سورو ان يحترما كنيستهما ويطيعا رؤساءهما، مع همسة أخوية لهما بأن يلتزما، من ثم، باللياقة الادبية، في مختلف الشؤون ذات الصلة.
نكتب هذا، اليوم قبل أي يوم مضى، وبعد الاصطفاف المشرق لمجموعة من رهباننا وكهنتنا الى الجانب القانوني، لنقول بأنها ليست نهاية العالم، وبأن ثمة أوان بعد، يوشك أن يفوت، لتلافي العزلة المحزنة وبوادر بادية من التخبط المؤلم لكم ولنا، احباءنا المؤمنين.
فلتعدّ هذه الرسالة بمثابة تحذير أولي أخوي. إذ إني لن اترك الموضوع على هذا الوضع الى ما لا نهاية، بل ثمة ممارسة للصلاحية البطريركية بالدعوة الى سينودس كافة الاساقفة، كما حدث مثل هذا الشأن في مختلف المجامع الاسقفية للكنائس الجامعة في شؤون مماثلة، وذلك لاتخاذ القرار الملائم لهذا الانقسام المخجل. ولن يشفع الاستئناف لدى الكرسي الرسولي المقدس أكثر من الحصول على اللقب الفخري لإحدى أبرشيات كشكر أو الحيرة أو زنوبيا…
أعرف أن ما حصل عندكم منذ سنتين واكثر غير مقبول باي شكل من الاشكال:
ترك الجماعة في سان خوزيه يلجأون الى الكنيسة اللاتينية؛ طرد اعضاء جوقة مار ميخا وعائلاتهم؛ وقد امتنع عن حضور السينودس مرتين وشجع الهجرة . وقبل اربعة اشهر، عند التعامل مع موضوع الكهنة خارج القانون الكنسي، الاستغناء عن الكهنة الذين لم يوقعوا على رسالة المطران في طلب الاستئناف؛ وأخيرا وليس آخرا رفض اعتماد القداس الجديد…
كلها مواقف غير مسؤولة قسمت الجماعة وافرزت شكوكا، المطران هو المسؤول عنها. وعوض ان يقف معنا كما فعل جميع الاساقفة الكلدان لمساعدة شعبنا المهجر، تخندق هو والاسقف سورو ضد البطريركية والاساقفة ودير الرهبان.
إن التنظيرات وغيرها من المواقف تصب في قالب العلم غير النافع، اذا كان ذلك في تفضيل الذبيحة على الرحمة، ويؤدي إلى غياب أم الفضائل المحبة.
اني حزين ان اتوجه اليكم بهذه اللهجة، ولكن يبدو لي أن هذا هو الخطاب الذي يحتاجه المطران.. انتم تمسكوا بايمانكم وكنيستكم واخلاقكم ولا تقابلوهم بالمثل وصلوا لكي الرب ينير عقولهم.
عيدكم مبارك وسنتكم سعيدة
+ لويس روفائيل ساكو
أربيل 26/12/2004
اليكم ما قاله البابا لكرادلة واساقفة الدوائر الرومانية
البابا فرنسيس يتحدث عن الأمراض المتفشية في دوائر الفاتيكان
الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان
2014/12/23
التقى البابا فرنسيس، صباح اليوم الاثنين، في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي، مسؤولي وموظفي دوائر الكوريا الرومانية، الجهاز الإداري والتنفيذي في الفاتيكان، لتبادل التهاني لمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد.
وتحدث البابا، خلال كلمته، عن بعض الأمراض التي يمكن أن تصيب جسد الكوريا الرومانية، تماماً كما يحصل بجسد الإنسان. وأشار على سبيل المثال إلى مرض أن يشعر الأشخاص بأنهم خالدون، أو لا غنى عنهم، مؤكداً أن على الإنسان أن يعلم أنه خاطئ ويقول من كل قلبه إنه خادم حقير. وثمة أيضاً مرض المبالغة في العمل، وعدم الإهتمام بالشؤون الضرورية والجوهرية، هذا ناهيك عن مرض التحجّر الذهني والروحي والتخطيط المفرط الذي يستثني أحياناً كثيرة عمل الروح القدس.
بعدها أشار البابا إلى مرض التنسيق السيء والأزهايمر الروحي، أي نسيان تاريخ الخلاص والعلاقة الشخصية مع الرب. وهناك أيضاً مرض المنافسة والغرور أو انفصام الشخصية الوجودي، أي من يعيشون حياة مزدوجة، تكون ثمرة الرياء.
وهذا يضاف إلى مرض الثرثرة التي تزرع بذور الخصام والعداوة بين الناس، فضلاً عن مرض “تأليه” القادة والمسؤولين، ومرض عدم المبالاة حيال الآخرين عندما يفكر الإنسان بنفسه وحسب. ولم تخل هذه اللائحة من الأمراض التي تهدد جسد الكوريا الرومانية والكنيسة من حب تخزين الثروات والأملاك المادية فضلاً عن مرض الانطواء على الذات، وأخيراً البحث عن الفوائد شأن الربح المادي أو المزيد من الجاه والسلطة.
وتابع البابا يقول: مما لا شك فيه أن هذه الأمراض وهذه التجارب تشكل خطراً بالنسبة لكل شخص مسيحي ولكل جماعة ورعية وحركة كنسية، لافتاً إلى أن عملية الشفاء تأتي ثمرة للإقرار بوجود هذا المرض والقرار الشخصي والجماعي بتخطيه. لهذا السبب إننا مدعوون، خصوصاً في زمن الميلاد، إلى العيش وفقاً للمحبة في الحقيقة، محاولين أن ننمو صوب المسيح الذي هو الرأس.