الصفحة الرئيسية : دولي
الطوائف المسيحية تحتفل بعيد الميلاد
البطريرك ميشيل صباح مترئسا قداس عيد الميلاد بكنيسة المهد في بيت لحم (الفرنسية)
احتفل العالم المسيحي بمولد السيد المسيح عليه السلام متمنيا أن يعم السلام أنحاء المعمورة دون أن تخلو عظات البطاركة من نداءات سياسية لا سيما بفلسطين المحتلة والعراق، فيما تضمنت عظة الفاتيكان إشارة لتزايد العلمانية والدعوة لحماية البيئة.
ففي بيت لحم بالضفة الغربية (مهد المسيح) ترأس بطريرك طائفة اللاتين بالأراضي المقدسة والأردن وقبرص ميشيل صباح قداس منتصف الليل بمناسبة عيد ميلاد المسيح بكنيسة المهد، داعيا بعظته لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ملمحا بالوقت نفسه إلى الانقسام القائم ما بين الضفة وقطاع غزة.
واعتبر صباح أن السلام يستحق التضحية سواء "بالحياة أو السجن أو صعوبات الحياة اليومية" في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي وانعدام الحرية.
وخاطب البطريرك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي شارك بمراسم القداس مع رئيس الحكومة سلام فياض بالقول إن الجميع يصلي من أجل أن يتمكن الرئيس من القيام بمهامه لإقرار "الأمن واستعادة الوحدة" في عبارة تدل على واقع الانقسام بين حركة حماس التي تسيطر على القطاع وبين السلطة الفلسطينية.
وركز كذلك على موضوع هجرة المسيحيين من الأراضي المحتلة بالتأكيد على أن للمسيحيين مكانا ورسالة في فلسطين، داعيا الجميع لتحمل هذه المسؤولية مهما بلغت المصاعب.
ونقل مراسل الجزيرة نت بالضفة وديع عواودة عن البطريرك صباح قوله برسالة الميلاد التقليدية عشية القداس إن السلام ليس مستحيلا، لافتا إلى قدرة الفلسطينيين والإسرائيليين على "العيش معا بسلام".
كما وجه برسالته انتقادات لإصرار جهات رسمية إسرائيلية على انتزاع اعتراف فلسطيني بيهوديتها، مشددا على أن "هذه الأرض مقدَّسة للديانات الثلاث والشعبين القائمَيْن فيها".
البابا بنديكت السادس عشر في قداس عيد الميلاد بكنيسة القديس بطرس بالفاتيكان (الفرنسية)
العراق
وبالعاصمة العراقية احتفلت الطائفة الكلدانية بعيد ميلاد السيد المسيح بجو آمن نسبيا مقارنة مع الأشهر القليلة الماضية، حيث أكد بطريرك الطائفة الكاردينال عمانويل الثالث دلي ضرورة تحقيق السلام داعيا "المهاجرين العراقيين" للعودة للوطن للمساهمة بإعادة بنائه من جديد.
ولفت دلي وهو رئيس الكنيسة الكلدانية التي تضم الآشوريين والأرمن والكاثوليك بعظة عيد الميلاد إلى التعايش المسيحي، مشددا على أن المسيحيين هم أبناء "هذا الوطن" وأنهم ليسوا أجانب بقوله "نحن قليلون لكننا لسنا أقلية".
ورفض الكاردينال اعتبار مسيحيي العراق دون سواهم ضحايا النزاع الذي يصيب كل الطوائف، معتبرا أن الأمر يمس جميع فئات المجتمع دون استثناء.
الفاتيكان
وفي حاضرة الفاتيكان -التي تعتبر رسميا عاصمة الكنيسة الكاثوليكية- دعا البابا بنديكت السادس عشر لأن يكون عيد الميلاد رسالة للسلام بجميع أنحاء العالم، لافتا إلى تزايد العلمانية التي كانت سببا في ابتعاد الإنسان عن الله ومذكرا بضرورة التعقل في استغلال موارد البيئة وحمايتها.
وكان لافتا بعظة البابا إشارته إلى الغرب العلماني الذي ذهب فيه الإنسان بعيدا بأنانيته وخضوعه للمادة متناسيا "القضايا الروحية".
وقال بنديكت السادس عشر أن الإنسان "انشغل بالبحث عن مصالحه" دون أن يترك مجالا للتفكير بالآخرين لا سيما الفقراء والمحتاجين مبتعدا بذلك عن الله.
كما تضمنت عظة البابا إشارة واضحة إلى إفراط الإنسان في استغلال موارد البيئة وبشكل أضر بها وبالبشرية جمعاء، مذكرا بدور المسيح "لإعادة الجمال والكرامة للخلق".
يُذكر أن الفاتيكان وبعد تقلد بنديكت السادس عشر منصب البابوية اتخذ عددا من الخطوات صوب التذكير بقضايا البيئة لا سيما فيما يتعلق بظاهرة التغير المناخي.
يُشار أيضا إلى أن الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي ستحتفل بعيد الميلاد مطلع يناير/كانون الثاني المقبل.
المصدر: الجزيرة + وكالات