تلاميذ مسلمون ومسيحيون يستعدون معا للاحتفال بعيد الأضحى وأعياد الميلاد
بغداد ـ د ب أ: بدأ العشرات من طلاب مدرسة عراقية تضم مسلمين ومسيحيين يدرسون جنبا الى جنب في مدرسة تقودها راهبة في العقد الثالث من عمرها كرست حياتها للخدمة في كنيسة بوسط بغداد في الاستعداد للاحتفال معا بعيد الاضحى وأعياد الميلاد المقبلة.
وتقود غفران نائف من رهبانية بنات مريم الكلدانيات، 30 عاما، وهي من مواليد مدينة الموصل بنجاح ادارة مدرسة الابتكار وسط بغداد التي تأسست عام 1967 وكانت في الاصل مدرسة اهلية بعدها تحولت الى مدرسة حكومية بعد تأميمها لكن ادارتها بقيت بيد الراهبات وتضم المدرسة حاليا 2800 طالب منهم 500 طالبة في مرحلة الدراسة المتوسطة و300 طالب مسيحي في المرحلة الابتدائية و2000 طالب من المسلمين اضافة الى طاقم تدريس يضم 101 شخص بالاضافة الى اخرين يعملون في ميدان الخدمة والحراسة والاعمال المكتبية.
وقالت غفران «مدرستنا تضم اطياف العراق فهي تضم السني والشيعي والمسيحي والكردي والصابئي وهناك بعض الاهالي يقولون لنا نريد ان اولادنا ان يتربوا من قبل الراهبات والجميع يتلقون دروسهم بحرية فالمسلمون يدرسون التربية الاسلامية والمسيحيون يدرسون كتابهم بشكل منتظم».
واستعدادا لاعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية هيأت المدرسة شجرة عيد الميلاد جميلة معلقة فيها اجراسا وبالونات محاطة بعشرات الهدايا والوان الزينة ومجسم بابا نويل شارك فيها عدد من الطلبة المسيحيين والمسلمين استعدادا للمناسبة.
وقالت غفران «انظر الى جميع الطلاب بعين واحدة ولا افرق بينهم لانه لا يوجد اصلا اي فرق فهم احباب الله». والى جانب غفران هناك عدد كبير من المعلمات يرتدين الحجاب الاسلامي فضلا ان لديها معاونات احداهن مسلمة توجهت الى الديار المقدسة لاداء فريضة الحج هذا العام. وقالت غفران «احتفالنا هذا العام سيكون بعيدين لانه سيتزامن مع احتفالات العالم الاسلامي بعيد الاضحى المبارك واعتقد ان الرب اراد من هذا تحقيق الوحدة والتآخي والابتعاد عن الطائفية وأي تفكير بالتجزئة والتفرقة بين الاخوة".
وتعج الاسواق العراقية بأنواع الهدايا واشجار اعياد الميلاد التي يحرص المسيحيون والمسلمون على اقتنائها استعدادا للاحتفال بأعياد الميلاد اضافة الى ملصقات وصور ومجسمات كبيرة لشخصية بابا نويل. وقالت غفران «الوضع الامني الحالي فرض على العراقيين حالة من الجمود وعدم التحرك مثل السابق لكن انا امارس عملي في الكنيسة كراهبة وامارس عملي في المدرسة لكن الحذر واجب وانا بعيدة عن السياسة لكن نبحث عن الامان». واضافت «انا اعتقد ان حربنا اليوم ليست فقط حرب سياسات وانما حروب ايمانية تثير الشك في الايمان بحياتنا». وقالت كل ما تعرض له البلد من ويلات «لم تشكل اية فجوة بيني وبين معارفي من المسلمين».
أخبار و آراء
News &Views
لا للارهاب ..لا للطائفية.. لا للمحاصصة..لا للفساد
نعم للديمقراطية الحقيقية وإنهاء الإحتلال
العدد 2721 الصباحي