لايزال الكثير من االمثقفين والسياسيين يعتبرون انتقال المثلث الرحمات البطريرك
روفائيل الاول بيداويد الى اخدار السماوية في السابع من تموز
سنة 2003 خسارة ومن علامات سوء الحظ في الظروف التي كان يمر فيه شعبنا المسيحي في العراق عامة (سورائي) .
حياته.
ولد المرحوم البطريرك روفائيل الاول بيداويد (روفائيل يوسف وردة) في
مدينة موصل، في تاريخ 17 نيسان 1922 من ابوين نازحين من
قرية بلون الواقعة داخل تركيا في اقليم مدينة زاخو في الشمال
الغربي من العراق. تعمذ في كنيسة مسكنته في 14 ايار 1922
اكمل دراسته الابتدائية مدرسة الاباء الدومنيكان في نفس المدينة. دخل معهد شمعون الصفا في 1 تشرين الاول سنة 1933 لاكمال دراسته الثانوية .رشحه المرحوم المطران عمانوئيل الرسام (مدبر المعهد الكهنوتي انذاك) للدراسات العليا في روما.
يخبرنا الاب د. بطرس حداد في مقالته ( اخبار الارشيف
عن غبطة ابينا البطريرك في مجلة نجم المشرق العدد ¾ لسنة 1995 )
عن ان الاخير كان له الفضل الكبير في اختيار وارسال الطالب روفائيل بيداويد الى روما، وذلك لقيامه باقناع البطريرك عمانوئيل البني بذلك.
فيكتب مدبر المعهد الكهنوتي الى البطريرك رسالة مؤرخة في 7 كانون الاول
1936 ( اما بخصوص ارسال تلميذ الى مدرسة بروبغندا الخريف
القادم فاذا غبطتكم تحبون مواصلة البعثة الى تلك المدرسة فالامر امركم، فقط يجب
ان ننتخب الاحسن. ففي الصف المتقدم عندي يوجد تلميذ واحد اسمه روفائيل وعمره 17 سنة وهو بالحقيقة ذو ذكاء فريد واذا ارسل سيكون موضوع فخر الملة، اذ اقدر ان اسميه نابغة ان اصله من اطراف زاخو لكن اهله ساكنين الموصل منذ زمن طويل.)
ويعلق الكاتب عن عدم ذكر رئيس الدير عن اسم الطالب كاملة كي يعطي صورة واثقة عن الطالب، وفي النهاية يقول ان اهله يسكنون موصل منذ زمن طويل على خلاف الحقيقة، كي لا يتم رفض ارساله بحجة يجب مشاورة مطران ابرشية زاخو
في الامر ومن ثم تطول المراسلات ويتاخر امر اتخاذ القرار وتفوت الفرصة.
في مذكرات المطران اسطفيان كجو ( في 24 ايلول سنة 1936 سافر
روفائيل يوسف وردة الى روما وعند وصوله الى تلكوجك.........)
وبعد وصل الطالب روفائيل يوسف وردة الى روما ودخوله الكلية في 15 ت1 سنة 1936 كتب رسالة الشكر وعرفان الجميل الى البطريرك
فيقول ( لا اعرف كيف اشكر احسانكم..........اذا انتخبتموني لاكون اهلا لهذه البعثة النفيسة..)
برع الطالب روفائيل بيداويد في دراسته ، ودخل الفرقة الموسيقية هناك ، فاختاره مدير الفرقة لقيادة الفرقة في حالات غيابه بعد ان وجد فيه حب العلم الموسيقى والتنويط والعزف لاسيما على الاورغن ، اذا نرى هذا الطالب يخبر رئيسه البطريرك كل شيء في حياته فيقول في احدى رسائله المرؤخة في 23 ت2 سنة 1945 ( انا مدير الموسيقي، هذه هي المرة الثالثة اتعين ناظر الموسيقى منذ سنة 1943) .
امضى سنة الاولى في تعلم اللغة ثم دام على دراسة الفلسفة، فانهى السنتين بتفوق رغم صعوبة اللغة اللاتينية، بعد هاتين السنتين كان من المفروض يبدأ دراسته اللاهوتية لكن يبدو عمره كان صغيرا لذلك اراد ان يكمل سنة ثالثة في الفلسفة وفيكتب الى البطريرك في رسالة مكتوبة بتاريخ 27 نيسان 1939 فيقول( ارى ان عمري لا يساعدني على بدء اللاهوت السنة القادمة.......)
رسامته الكهنوتية:-
عندما اكمل دراسته اللاهوتية وجاء موعد رسامته الكهنوتية ، كان لا يزال صغير العمر بالنسبة الى السن القانونية المطلوبة لنيل الرسامة، لكن الكاردينال فوموزوني بيوندي الذي كان رئيس مجمع انتشار الايمان المقدس انذاك منحة السماح من العمر. فكانت رسامته في تاريخ 22 ت1 سنة 1944 في كنيسة مار انطونويس فيكتب رسالة اخرى الى ابيه البطريرك في تاريخ 22 ك1 فيقول( اكتب لكم وانا اليوم كاهن العلي لاعبر عن حاسيات شكري البنوية نحو شخصكم الكريم لكل ما فعلتموه نحوي حتى اليوم............. في يوم رسامتي كرست حيوتي لخدمة الكنيسة وطائفتي العزيزة تحت قيادتكم................
كانت رسامتي في 22ت1 سنة 1944 من ايادي الحبر الجليل مونسنيور افرينوف حسب الطقس البيزنطي، وارتسم معي الاخ كوركيس كرمو شماسا رسائليا، اليوم التالي قدست قداس احتفالي الاول في كابلة الكلية، حضرني على المذبح حضرة الاب الدومنيكي فوستي المحترم.
رتلت القداس بقالا ربا (يعني سورث) وكان رفاقي المغنون يجاوبون اذ كنت قد كتبت له الالحان الكلدانية بالموسيقى وبالاحروف اللاتينية....فاعجب الاب فوستي القداس ومدح المغنين .... كان عمري يوم رسامتي هو 22 سنة وستة اشهر.
الدرسات العليا:-
في السنة الخامسة كان عليه التحضير لاطروحته في الدكتوراه ، وفي هذه السنة يجب على كل طالب اختيار موضو ع لم يكن مطروح من قبل الباحثون، فاختار الموضوع عن (مار طيمثاوس الاول ) من الوثائق يبدو ان الكاردنال اوجيست تسيران سكرتير مجمع الكنائس الشرقية انذاك كان قد اقترح هذا الموضوع عليه واخبره انه مستعد لمساعدته. فيقول في رسالته ( نيافة الكاردينال يساعدني من كل جهة في ذلك ، وقدم لي مقال كان قد كتبه في القاموس اللاهوتي عن مار طيمثاوس الاول ووعدني بانه سوف يساعدني في الاطروحة بعدئذ) .
يجيبه البطريرك مهنئا ومباركا ومشجعا. فيرد على رئيسه البطريرك برسالة الشكر مرة اخرى فيقول ( ان كلماتك ملئتني من الشجاعة والفرح لاكمل دائما في طريق السعي والكمال بالتقوى والقداسة والعلم والحكمة.
في 30 ك2 سنة 1946 كتب الى البطريرك المشيخ عمانوئيل البني يقول( ابشركم بنجاحي المفرح في ملفنة اللاهوت التي دافعت عنها يوم 23 من نفس الشهر بحضور الكاردينال اغاجنيان بطريرك الارمن والاب فوستي...........وكانت النتيجة اعلى درجة..وان الكاردينال تيسران سيهتم بطبع اذا طلب مني اعداد الترجمة الفرنسية للنشر لان النسخة الاصلية كانت مكتوبة باللغة اللاتينية. هذه كانت الدكتوراه الاولى.
يعد اكمال دراسته الدكتوراه بدرجة الامتياز يكتب الى ابيه البطريرك بأنه يطمح الى المزيد وهذا امر طبيعة في الانسان المتفوق لذلك كتب الى البطريرك رسالة اخرى في 10 نيسان 1946 طالبا السماح له بالبقاء في روما ، اذ ان المجمع الشرقي كان قد اوشك الى اصدار القانون الخاص بالكنائس الشرقية . بعد عددة مراسلات بين المجمع والكاردينال تسيران والبطريرك عمانوئيل البني يكتب الاخير له قائلا ( اذا رؤساؤكم الكرام يطلبون تأخير رجوعكم الينا لمدة اطول فنحن رغما عن اجتياجاتنا الى الكهنة بالوقت الحاضر لا نمانع ارادة رؤسائكم فاعملوا بموجب اوامرهم وهذا حسبكم.
اعتمادا على هذه الرسالة يتم قبول الكاهن روفائيل يوسف وردة في دراسة قانون الكنسي. ظن الاب روفائيل اصبح لديه الوقت الكافي لاكمال اطروحته الثاني عن الفيلسوف العربي الفارابي التي يبدو تغيرت الى الغزالي وفلسفته الاسلامية. لكن الخوري داود رمو يطلب منه الاستعجال لانهاء اطروحته الى الوطن بسبب حاجة الكنيسة الماسة الى الكهنة.
لكن المجمع كتب الى البطريرك في 29 ت2 سنة 1946 عدد 40/494 طالبا منه ابقاء الكاهن روفائيل في روما. لكن كاتم اسرار البطريرك يكتب ويقول( لان البطريرك الشيخ مشتاق جدا لرجوعكم)
بعد مراسلات عديدة بين البطريرك بقلم كاتم اسراره الخوري داود رمو يصر على عودته الى الوطن ويفسر كاتب المقال ( الاب د بطرس حداد) على ان الكنيسة كانت بحاجة الى كوادر علمية لاستلام الفراغ الذي تركه المثلث الرحمات مار شيخو و مار روفائيل ربان بعد تم انتخابهما الى درجة الاسقفية في ادارة المعهد الكهنوتي.
احس القس روفائيل بان مدة بقائه في روما قد اقتربت من النهاية ، لذك انكب على اكمال اطروحته الثانية عن الغزالي وفلسفته الاسلامية عوضا عن الفارابي، فكتب في 6 شباط الى ابيه البطريرك ( .... لاتكمن من المدافعة عن عنها في اذار القادم)
المهم في احدى رسائل المثلث الرحمات لمطران كركويس كرمو موجهة الى المطران اسطيفان كجو في تاريخ 22 حزيران سنة 1947 يقول ( ان الاب روفائيل قد دافع عن ملفنته في الفلسفة بكل براعة...)
كانت الرسالة الاخيرة التي وجها الاب روفائيل الى مار اسطيفان كجو الذي اصبح معاون البطريركي انذاك في 5 ايار سنة 1947 ( ارجو ان اكون عندكم في نهاية تموز او بداية اب....بودي ان امر مصر لازور حضرة الخوري عمانوئيل رسام رئيسي المحترم سابقا وسامر ببيروت لازور صاحبي النيافة تبوني واغاجنيان....)
في 21 تموز رقد بالرب البطريرك مار عمانوئيل البني قبل وصول الكاهن الشاب.
ثم وصل الكاهن الشاب الى ارض الوطن وقدم رسالته مختومة من عميد الكلية الاوربانية الى الرئيس الروحي المحلي هذا نصها: ( روفائيل بيداويد من ابرشية الموصل الكلدانية، دخل الكلية في 15 ت1 سنة 1936 وتركها سنة 1946. نال الليسانس بالفلسفة سنة 1940 والليسانس باللاهوت سنة 1944 والدكتوراه باللاهوت سنة 1946.)
وتمضي الوثيقة بوصف الكاهن روفائيل ( انه كاهن اتصف دائما بالتقوى والنظام فاعطى بذلك مثالا للجميع، حباه الله بذكاء حاد، كان دائم الاستعداد للدراسة، وله ميل بنوع خاص نحو موسيقى، استحق الملفنة باللاهوت، تراس وافاد فرقة الموسيقى ، طبعه مرح ووديع، تحلى بشخصية قوية. للكلية عليه فضل كبير في اعداده وتثقيفه فاصبح مرة نائب ناظر)
التوقيع كارلو كالفاليرا- الرئيس- الختم
خدمته الكهنوتية:
اولا تعين الكاهن الجديد معاونا للمدبر البطريركي للمعهد الكهنوتي في موصل من سنة 1948 - 1956، فكان يلقي دروس الفلسفة واللاهوت على طلاب الدير. وفي ايام نهاية الاسبوع كان يحاضر لطلاب الثانويات الذين كانوا يجتمعون في مدرسة شمعون الصفا، كان يلقي المحاضرات والوعظ في مختلف المناسبات في كنائس الموصل.
ثانيا في سنة 1956 ارسل الى كركوك بصفة مدبر البطريركي لكركوك واربيل وسليمانية على اثر وفاة مار افرام كوكي
ثالثا انتخب مطرانا على ابرشية العمادية في السنة التالية ورسم في 6 ت1 سنة 1957 وهو في عمر 35 سنة وقد كان اصغر اساقفة العالم سنا في حينه . اقام العديد من المشاريع في ابرشية العمادية وزار مختلف مراكز الابرشية في العمادية واران والشمكان واكمل بناء دار الاسقفية بطابقين وشيد ديرا لراهبات قلب يسوع الاقدس في العمادية. وفي احداث الشمال المؤسفة لحقت اضرارا كثيرة بالمطرانية وبالكنائس وسرقت وحرقت مكتبة المطران الثمينة واتلف فهرس المخطوطات الذي تكلمنا عنه.
رابعا شارك في المجمع المسكوني الثاني من 1962-1965
خامسا في سنة 1966 انتقل الى بيروت وقدم خدم كبيرة هناك لمدة 23 سنة لاسيما في الحرب الاهلية في لبنان.
انتخابه بطريركيا على كرسي بابل للكلدان:-
تم انتخابة للسدة البطريركية في 21 ايار سنة 1989 خلفا للمثلث الرحمات مار بولص شيخو
بعد ذلك قام بزيارة عديدة لابرشيات الكنيسة الكلدانية لا سيما في سنة 1998 الى اقليم الشمال العراقي وفي سنة 2002 الى استراليا واروبا وامريكا كانت هذه اخر زيارة له بعد اتعبته الرحلات الكثيرة . انتقل الى اخدار السماوية في 7 تموز سنة 2003 في بيروت بعد صراع مرير مع المرض والالم.
قال الاب ريمون الموصللي النائب البطريركي للكلدان في الاوردن في حفل تأبينه ( لقد كان غبطة البطريرك روفائيل الاول بيداويد رجل علم ومعرفة وكان الرجل المناسب في المكان المناسب ، حيث عرف كيف يقود سفينة البطريريكة الكلدانية ، فراعى ظروف المرحلة الصعبة وحافظ على كنيسته من معمعات حربين مدمرتين.........، كان يتابع اخبار العراق وهو على سرير المستشفى، فأصدر رسالة قبل اندلاع الحرب مناشدا العالم ليعملوا على ابعاد شبح الحرب، واصدر بيانا بعد توقف الاعمال العسكرية موجها الى كافة المواطنين العراقيين ليتعاونوا في بناء العراق الجديدعلى اساس القانون والعدالة والمحبة والتسامح .
الخلاصة
عاش مار روفائيل الاول بيداويد 81 سنة ، عشرة سنوات في دراسة علوم الفلسفة واللاهوت في روما، وقضى 53 سنة في خدمة الكهنوت والكنيسة ، و23 سنة في خدمة ابرشية الكلدان في لبنان، و 14 سنة ابا وراعيا وبطريركيا للكنيسة الكلدانية في اصعب مرحلة من جراء الحصار الجائر الذي فرض على العراق.
من اهم اعماله في السدة البطريركية:
1 دعوة اخوته رؤساء الطوائف المسيحية في العراق لتأسيس مجلس يجمعهم لمراجعة شؤون المسيحين في العراق.
2 تاسيس مجلس مطارنة الكاثوليك في العراق
3 الدعوة ومن ثم اقامة المؤتمر البطريركي العام للكنيسة الكلدانية لمراجعة جميع مجالات خدمة الكنيسة
4 تاسيس اخوية المحبة في زمن الحصار الظالم على العراق
5 بعد دراسة مستفيضة من قبل اصحاب السيادة المطارنة دامت اكثر من سنتين اصدر ما روفائيل الاول بيداويد بتاريخ 18/8/1991 مرسوما بتأسيس كلية بابل للفلسفة واللاهوتية
6 اصدار مجلة نجم المشرق بعد معاناة طويلة مع الحكومة.
7 كان احد مؤسسي مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان وقد كان اول امين سر لها المجلس وقد شارك في كثير من لجانها ( اللجنة التنفيذية، ولجنة المدارس الكاثوليكية، لجنة وسائل الاتصالات واللجنة المسكونية)
8 مثل المجلس الكاثوليكي في الجمعية العامة الرابعة لمجلس كنائس الشرق الاوسط
كتاباته
1 كان يكتب مختلف المقالات لمجلتي (الندم والنور) اللتان كان تصدران في عقد الاربعينيات بعد عودته من روما
2 ترجم مذكرات الاب لانزا الدومنيكي من الايطالية الى العربية ونشرها عبر ساسلة من المقالات في مجلة النجم ثم عمله كتاب مستقل.
3 عمل ضمن لجنة فهرسة مخطوطات البطريركية المؤلفة من القس (المطران) اسطيفان بابكا والسيد اسحق عيسكو باشراف المعاون البطريركي اسطيفان كجو وترجمه الى الفرنسية الا انه لم يطبع بسبب حرق في مكتبته في ابرشية عمادية.
4 اعاد طبع القاموس الكلداني ليعقوب اوجين منا واضاف عليه مقدمة تاريخية وابوابا جديدة.
6 كتب الكثير من المقالات في علم اللاهوت والفلسفة والتاريخ وقد نشرت بلغات متعددة والجدير بالذكر كان يتكلم العديد من اللغات بالاضافة الى لغة الام السورث مثل العربية والكوردية والتركية والفرنسية والايطالية واللاتنية والانكليزية.
تشيعه
هكذا كتبت جريدة المستقبل اللبنانية عن تشييع البطريرك بيداويد في كاتدرائية بعبدا
قصارجي: كان سفيراً فوق العادة للبنان والعراق
المستقبل - الاثنين 14 تموز 2003 - العدد 1346 - شؤون لبنانية - صفحة 5
شيع بعد ظهر امس البطريرك مار روفائيل الاول بيداويد بطريرك بابل على الكلدان، في كاتدرائية الملاك رافائيل في "بعبدا برازيليا "بحضور ممثل رئيس الجمهورية النائب اميل اميل لحود وممثل رئيس مجلس النواب النائب سيرج طورسركيسيان وممثل رئيس مجلس الوزراء النائب باسل فليحان والرئيس السابق الياس الهراوي وممثل البابا يوحنا بولس الثاني رئيس مجلس تجمع الكنائس الشرقية الكاردينال مار اغناطيوس موسى داوود، والبطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير والمطران الياس عودة وعدد من النواب وممثلين عن قائد الجيش ومدير الامن العام ومدير امن الدولة ومدير قوى الامن الداخلي ورئيس الرابطة المارونية الامير حارس شهاب ورئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي النائب نعمة الله ابي نصر. وشارك ايضا في مراسم التشييع رؤساء الاحزاب والطوائف وكهنة وراهبات تابعة للرهبنة النسائية وعمداء الجامعات ورئيس البعثة البابوية في لبنان عصام بشارة وعدد كبير من ابناء الطائفة الكلدانية في لبنان.
والقى المطران ميشال قصارجي كلمة عن حياة البطريرك بيداويد جاء فيها: "نلتقي اليوم لإلقاء نظرة الوداع على من احب هذه الارض ارض لبنان، والارض احبته وعشقته، وأبت الا تفارقه، وربما امنية ان نعلم ان يكون لبنان وهذه الكنيسة بالذات كنيسة الملاك روفائيل التي بناها هي من ستحضن رفات بانيها".
اضاف:"كما الرب استراح في اليوم السابع، كذلك أنت في الساعة السابعة من اليوم السابع وفي الشهر السابع من هذه السنة، استرحت بعد حياة حافلة بالعطاءات والانجازات، أنت الشاهد والشهيد، أنت الشاهد على ما اصاب لبنان والعراق، وأنت الشهيد لما أصاب لبنان والعراق، أنت الشاهد الذي ما جلس يوما في مقاعد المتفرجين، بل نزلت حلبة المعاناة والوجع، عشت مع الناس، تألمت مع الخائفين والمظلومين، جعت مع الفقراء، تشردت مع المهاجرين، صليت مع الذين في مرحلة الظلم والظلام لم يجدوا الا الله يلجأون اليه من زمن المآسي الكبيرة حيث القتل هو السيد والموت هو النتيجة الحتمية. وانت الشهيد الذي صلب مرتين: مرة في لبنان، يوم عشت مأساة الحروب اللبنانية، ومرة في العراق، وأنت العراقي الاصيل. يوم شاهدت العراق يذبح على مائدة المصالح الاقليمية والشخصية والدولية. ترى هل كان ثوبك الاحمر القاني رمزا لتلك الدماء التي أهدرت في لبنان والعراق فداء عن بشرية مظلومة يائسة وفقيرة عشت الخدمة الكهنوتية بكل أبعادها، فقضيت العمر مناضلا في سبيل كرامة الانسان وحريته وحقوقه".
وشكر قصارجي لرئيس الجمهورية منحه البطريرك الراحل وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر. ثم تقبل اهل الفقيد التعازي في صالون الكاتدرائية.
نقلا عن موقع عراق الغد