علي ابن الجهم يتفقد جسور الرصافة بعد تكسر اعضائها

علي إبن الجهم يتفقد جسور الرصافة بعد تكسر أضلعها

بغداد تسمي الجسور قصائد

حسن الحكيم

الكوفة

تعطي البيوت البغدادية المطلة علي نهر دجلة اهمية حضارية في العصر العباسي، اذ استخدم بعض القادة الاطواق علي الجسور لبناء دورهم عليها، فقد كان لعمرو بن مسعدة (ت 217هـ) منزلان بمدينة بغداد احدهما يقع بحضرة طاق الحراني، والآخر يقع فوق الجسر المعروف باسم (ساباط عمرو بن مسعدة) وفي عام 452هـ دخل القائد السلجوقي طغرلبك مدينة بغداد، بعد هزيمة البساسيري، فجلس علي رواق الروشن المشرف علي نهر دجلة، بعد ان اعيدت شرفاته التي أقلعها البساسيري وأشار المؤرخ ابن الجوزي (ت 597هـ) في كتابه 11 المنتظم في تاريخ الملوك والامم الي (جسر صرصر) في احداث عام 493هـ، عند هذا الجسر، وكانت (الدار الشاطئية) ذات البناء الجمالي البديع، والهندسة الرائعة قد أنشأها الخليفة العباسي المقتدي، واتم بناءها الخليفة المسترشد، وفي عام 515هـ جلس في القبة الواقعة علي السدة، وعليه الثوب المصمط الاسود، والعمامة الرصافية، وعلي كتفه بردة النبي الاعظم عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد حمل بين يديه القضيب، وفق المراسيم المعمول بها يومذاك.
وكانت السفن في مدينة بغداد لها مسميات منها (الزبزب، الطيار، الزلاقة، السميرية) وغيرها من الاسماء، فقد كانت سفن الخلفاء والسلاطين والقادة تزيد بصور السباع، وتطعم بالفضة، كما في زبزب السلطان عضد الدولة، وكانت سفينة الزلاقة، وسفينة الطيار تستخدم في حركة النقل في نهر دجلة، ففي عام 414هـ ركب السلطان مشرف الدولة في الزلاقة لمقابلة رسل الخليفة العباسي في الطيار، ويبدو ان المسؤولين في بعض المناسبات يستخدمون الخاصة، ففي عام 418هـ، نزل الخليفة داره في الطيار بين سرداقين مضروبين، ومعه كبار موظفي الدولة، فتقدم اليه السلطان جلال الدولة من الزبزب الذي اعد له، فقبل الارض دفعات عديدة، وجلس بين يديه، وحينما اراد السلطان طغرلبك مقابلة الخليفة القائم بالله عام 449هـ، فقد استقبله علي متن طيار حزين، تحيطه عدد من السفن والزبازب والسميريات، وذلك بحضور نقيب العباسيين ونقيب العلويين وقاضي القضاة والشهود. وكانت السفن البغدادية تستخدم في نهر دجلة في مناسبات الافراح والمهرجانات المبهجة، فتزين بأحسن زينة، وتقام عليها فعاليات رائعة، وتصب القباب علي ضفاف نهر دجلة وفروعه، وذكر المؤرخ ابن الجوزي في احداث عام 547هـ: ان الملاحين البغداديون عملوا سميرية ووضعوها للناس بمناسبة يوم العيد، وكان الخليفة العباسي يستخدم سفينته الخاصة، وتحيط بها سفن صغيرة، وهي تحمل الشموع الكبيرة، والمشاعل الضخمة التي تسمي (الموكبيات). وتعطي النصوص التاريخية المذكورة صورة رائعة عن مظاهر الحياة التي كان يعيشها رجال السلطة في بغداد، وان استخدام السفن في المناسبات الدينية والاجتماعية يعد مظهراً حضارياً لمدينة بغداد في العصر العباسي، يضاف إلي خصوصيات بغداد الاخري.



مع تحيات ابو فرات