كرملش يمي
كرملش يمي
كرملش يمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كرملش يمي

منتدى متنوع لجميع الكرمليسين الاصليين والمهجرين ولجميع شعبنا المسيحي في العالم يارب رجع كرملش لاهلها واصحابها وبشفاعة امنا العذراء وابنها يسوع وحارستها القديسه بربارة
 
الرئيسيةالرئيسية  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  مركز رفع الملفاتمركز رفع الملفات  مركز تحميل الصورمركز تحميل الصور  دليل المواقعدليل المواقع  كيبورد عربيكيبورد عربي  اتصل بنااتصل بنا  

 

 بلدة كرملش ( كرمليس ) --- نبذة تاريخية عن بلدتي الحبيبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Web Master
لطيف قرياقوس بني
لطيف قرياقوس بني
Web Master


ذكر
عدد الرسائل : 523
العمر : 67
البلد : iraq
العمل/الترفيه : مدير موقع
المزاج : %ffffff
تاريخ التسجيل : 24/09/2007

بلدة كرملش ( كرمليس ) --- نبذة تاريخية عن بلدتي الحبيبة Empty
مُساهمةموضوع: بلدة كرملش ( كرمليس ) --- نبذة تاريخية عن بلدتي الحبيبة   بلدة كرملش ( كرمليس ) --- نبذة تاريخية عن بلدتي الحبيبة Icon_minitime1الثلاثاء سبتمبر 15, 2015 7:29 pm

بلدة كرملش ( كرمليس ) --- نبذة تاريخية عن بلدتي الحبيبة

كرمليس ( كرملش )




تقع كرمليس جنوب شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى على بعد 25 كم منها ، مروراً بطريق الموصل – أربيل ، وتبعد عن بلدة برطلة بنحو 5 كم ، وعن بخديدا – قره قوش – مركز قضاء الحمدانية 4 كم وعن مدينة نمرود الأثرية حوالي 22 كم .

تقع على خط طول 43 درجة و25 دقيقة شرقاً وخط عرض 36 درجة و 18 دقيقة شمالاً ، ترتفع 925 قدم عن سطح البحر وتجثم كرمليس فوق هضبة تاريخية ( مساحتها حوالي 3 كم2 ) ، وتحيط بالبلدة تلال أثرية كثيرة كانت فيما مضى تشكل مع كرمليس مدينة واحدة تغطي مساحة لا تقل عن 2400 دونم ( 6 كم مربع ) ، تل غنم في شمالها ، تل بربارة الذي تشاهده العين من مسافة بعيدة ويميزها عن القرى والبلدات الأخرى ، مع مرتفعات جناري في غربها ، ربان يوخانا ، بسيدي وبرشير في جنوبها ، مرتفعات خاتون خمرة وخربة عيسى في شرقها . يحيط بالبلدة سهل فسيح يمتد من نهر الخازر ونهر الزاب من الشرق والجنوب الشرقي ، ومن نهر دجلة غرباً ، وجبل مار دانيال (عين الصفرة) ومرتفعات بازكرتان وبعشيقة من الشمال . يخترق هذا السهل جدول واحد (ساقية كرمليس) يجري فيه منذ الأزل ينبع من مرتفعات ترجلة على مبعدة 6 كم شمال شرقي البلدة ويصب في نهر دجلة جنوب مدينة نمرود (الكالح الأثرية) وله بعض الفروع والشعاب تصب فيه شتاءا أيام الفيضان والمطر الغزير . وبإستثناء هذه التلال فإن طبيعة الأرض التي تحيط بالبلدة مستوية يمكن إرواءها من جدول كرمليس .

ولعل الطبيعة قد أحبت كرمليس بأن منحتها نعمة الماء والخضراء وسط قرى وبلدات كثيرة تفتقد الى المياه الطبيعية ، لذلك فأنت ترى أشجارها وبساتينها قبل الوصول إليها ، وقد كانت الزراعة هي الحرفة الرئيسية الأولى لأهاليها ، إمتهنوها أبا عن جد وإعتزوا بها أيما إعتزاز وكانت زراعة السيح وقفا عليهم دون غيرهم . تبلغ مساحة الأراضي الزراعية التي تملكها البلدة ما يقارب 9000 دونم منها حوالي 3500 دونم تروى سيحا من جدول كرمليس والباقي أراضي ديمية تعتمد على سقوط الأمطار ، وإشتهرت كرمليس بمزارعها المتنوعة وكرومها المتميزة وكانت إحدى سلال الغذاء الرئيسية لمدينة الموصل .


نشأتها : لا نستطيع أن نضع سقفا زمنيا لتاريخ نشوء هذه البلدة العريقة ، فتاريخها ضارب في القدم ، فقد وصفتها الجمعية الجغرافية الملكية في لندن إثر الأبحاث التي أجرتها في المنطقة عام 1942 م برئاسة السير أوريل شتاين بأن " كرمليس من أقدم المستوطنات البشرية في العالم " و " أن تل بربارة يعود الى الأدوار ما قبل التاريخ " ، ولهذا كانت محط أنظار المستشرقين وعلماء الأثار منذ القرن الثامن عشر .

تواجد الأنسان في هذه المنطقة منذ العصور الحجرية الأولى يوم كان الأنسان يعتمد في معيشته على الصيد والتقوت بالثمار البرية ، وقد مرت ألآف السنين حتى عرف الأنسان الزراعة كمصدر دائمي ومستمر لأنتاج الغذاء والقوت ، فإختار قطعة من ألأرض إتخذها حقلا زراعيا له ، وتضطره الحاجة لحماية حقله أن يبني كوخا بالقرب منه ، وبذلك بدأت فترة الأستقرار لديه ، وحذا حذوه الأخرون بأن قاموا بزراعة حقول مجاورة له ، فكثر عدد الحقول والأكواخ بمرور الوقت ، وهكذا نشأت كرمليس بلاشك مثل غيرها من القرى البدائية في بداياتها الأولى كمستوطنة زراعية بسيطة في هذا السهل الواسع والخصب الذي يجري فيه جدول أزلي صغير إستغله الأنسان الكرمليسي الأول في إرواء حقله والأستفادة من مياهه الدائمية . فكان هذا الجدول عامل الجذب له والأستقرار فيما حوله . وتمر السنون وتتوسع المستوطنة الزراعية الصغيرة الى بلدة لها شأنها في سهل نينوى وما أن حل الألف الثالث قبل الميلاد حتى كان لهذه البلدة موقعا متميزا من الناحية الدينية إبان الفترة الأكدية ( القرن 24 ق م ) والسومرية ( القرن 21 ق م ) للمنطقة ، فلقد كان فيها العديد من المعابد ومنها معبدا مكرسا لعبادة الألهة " مليس " التي تسمت البلدة بإسمها " كار- مليس " – قلعة مليس - ، وما تل بربارة إلا زقورة دينية تعبد فيها الكرمليسيون القدماء . كما أطلقت على كرمليس تسميات عدة ، مثل " إير- إيلو – بانو " ، و " كار – دنكير – ننليل " نسبة الى مسميات الألهة " بانو" و "ننليل " كما تسمت " دور – كاك " و " دور – ياي " في العصر الأشوري الوسيط كما تسمت بتسمية " كرمش " – أي المدينة المدمرة - التي ورد إسمها بهذه الصيغة في مدونات ثورة (أشور دانين أبلو) ضد أبيه (شلمانصر الثالث) 827 قبل الميلاد حيث نالت كرمليس من الدمار كثيرا خلال تلك الثورة ، إلا أنها لملمت جراحها وإستعادت عافيتها في عهد الأمبراطورية الثانية فنالت حظوة متقدمة لدى البلاط الأشوري منذ عهد شلمانصر الخامس (727 – 722 ق م ) مرورا بالفترة السرجونية (721 – 612 ق م ) .


كرمليس عاصمة أنتقالية للدولة الآشورية : عندما تولى الملك (سرجون الثاني) عرش الدولة الأشورية عام 721 ق م ، وكانت العاصمة أنذاك هي كالح – نمرود ، قرر أن يبني عاصمة جديدة له تحمل اسمه وتخلد ذكره ، فأختار موقعا يقع الى الشمال من مدينة نينوى ، فوضع الحجر الأساس لمدينته التي أسماها ( دور شاروكين ) – مدينة سرجون - خورساباد الحالية في السنة الرابعة من حكمه (717 ق م ) ، ونقل عاصمته مؤقتا من (كالح) الى (كرمليس) عام (717 ق م ) متخذا من القصر الملكي الذي كان قد بناه الملك (شلمانصر الخامس) ( 727 – 722 ق م) في كرمليس مقرا له – أثاره يضمها تل غنم - ، كما إتخذها الملك ( أسرحدون ) – حفيد سرجون - عندما تولى عرش الدولة الأشورية عام 680 ق م مدينة ملكية ومقرا لأجتماعات حكومته ، فقد جاء في إحدى اللوحات الأثرية المكتشفة من قبل الأثاريين ، إن أسرحدون كان يعقد إجتماعاته مع أعضاء حكومته في أحد القصور الملكية في كرمليس ، هذا ما جاء في اللوح الأثري والموجود حاليا في المتحف البريطاني تحت رقم (BM 99007 ) .


كرمليس بعد سقوط الدولة الآشورية : ليست لدينا أخبار أو معلومات تذكرنا بما آلت إليه كرمليس لفترة تقارب القرنين من الزمان بعد سقوط العاصمة نينوى غير شذرات وردت في مدونات حملة داريوس دارا الأول عام 485 ق م ومذكرات (زينوفون) عام 401 ق م التي أشارت الى الدمار والخراب الذي حل في معظم المدن الرئيسية والتي أصبحت شبه مهجورة أما كرمليس فعلى ما يبدوا كانت موجودة وعامرة أنذاك فقد جاء ذكرها في تلك المدونات والمذكرات . فداريوس بعد ان رجع من حملته الناجحة تلك كان مثقلا بالغنائم ، وحين وصل منطقة (اشوريا) كان جيشه قد أنهكه التعب و جماله قد اصابها المرض فدب الموت بينها فقرر الوقوف في سهل فسيح قرب (كرمليس) ، فماتت جميع جماله فسمى المنطقة تلك ب "كوكاميلا Gaugamela " (اي مناخ البعير) او ( ساحة الجمال ) فحملت كرمليس هذا الاسم حتى اواخر القرن الخامس الميلادي ، اي قرابة الف عام .

ان ميسوبوتاميا ( بلاد ما بين النهرين ) وتحديدا المنطقة الأشورية بعد سقوط الدولة الأشورية عام 612 ق م والكلدانية عام 539 ق م أصبحت مطمحا لأباطرة الشرق والغرب لأحتوائها والسيطرة عليها ، ولهذا نرى أن سهل نينوى ، وكرمليس تحديدا – قلب المنطقة الأشورية - كانت في غالب الأحيان نقطة التصادم ومسرحا لمعارك طاحنة بين الشرق والغرب ، فقد إحتلها داريوس دارا الأول عام 485 ق م ، كما شهد سهل كرمليس أكبر معركة في التاريخ القديم ، تلك التي وقعت بين داريوس دارا الثالث الأمبراطور الفارسي وإسكندر المقدوني المعروف بإسم إسكندر الكبيرأو " ذو القرنين " عام 331 ق م قتل في تلك المعركة ما يزيد على الثلاثمائة ألف من الفرس والمئات من المقدونيين وكان النصر فيها لأسكندر المقدوني . كما إحتلها الامبراطورالروماني طرايانوس او تراجان TRAJAN في ربيع عام 116 م بعد أن دحر الفرثيين في سهل نينوى ، وكانت كوكاميلا ( كرمليس ) حينذاك من كبريات مدن المنطقة حسبما وصفها المؤرخ اليوناني الكبير "سترابون" في القرن الاول الميلادي حين زارها ، وعدها من ضمن كبريات المدن في الامبراطورية الاشورية ، وأشهر أمصارها ، فحاصرطرايانوس كرمليس وأستولى عليها بعد معارك عنيفة ، وبسقوط نينوى وكوكاميلا واربيلا احكم سيطرته على المنطقة الآشورية برمتها . ويذكر الباحث والمؤرخ الأمريكي وولتر كايجي في كتابه " هرقل أمبراطور بيزانطيا " بأن معركة كبرى وقعت بين هرقل الأمبراطور البيزنطي والأمبراطور الفارسي خسرو الثاني عام 627 م في سهل كرمليس .


سهل كرمليس يشهد نهاية الدولة الأموية : تأسست الدولة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان والذي أتخذ من دمشق عاصمة له عام 40 للهجرة ( 650 ميلادية) . وقد تنازع معهم العباسيون على الخلافة وهم سلالة عربية تكاتفوا مع المتذمرين من الحكم الأموي وخاصة الفرس منهم ، ففي عام 747 م أعلن أبو مسلم الخراساني الثورة على الأمويين وبعد ثلاث سنوات إلتقى الجيش الأموي بقيادة الخليفة مروان بن محمد والعباسيون بقيادة عبدالله بن علي في المنطقة المحصورة ما بين نهري الزاب ودجلة ، ويقدر المؤرخون ان المعركة حدثت في مثلث برطلة – كرمليس - باخديدا والمعروف بسهل كرمليس الواقع ضمن سهل نينوى في 25 كانون الثاني 750 ميلادية وكانت الغلبة للعباسيين ولم ينجو من الأموين إلا عبد الرحمن بن هشام الملقب بعبد الرحمن الداخل الذى فر إلى الأندلس وأسس الدولة الاموية بها . وقد عرفت تلك المعركة ( بمعركة الزاب ) .


غزوة المغول لكرمليس : من الوقائع التاريخية والمجازر الرهيبة التي حدثت في كرمليس هي "مجزرة المغول" والتي وقعت احداثها عام 1236 م في عهد الخان المغولي (اوكتاي) الذي تولى الحكم بعد وفاة والده جنكيز خان عام ( 1230 م). والتي لايزال اهالي القرية يتناقلونها عبر الأجيال ابا عن جد رغم مرور أكثر من سبعمائة وخمسين عاما على وقوعها . لقد كان الدمار شديدا لم تشهد كرمليس من مثله قبلا ، فقد قتل الألاف من أبنائها وإحرقت المئات من بيوتها وأعداد لا تحصى من أسواقها ومحلاتها .


كرمليس مركز إمارة وكرسياً بطريركياً لكنيسة المشرق : لقد كانت مجزرة المغول في كرمليس كارثية بكل المقاييس ، غير أن البلدة على ما يبدوا إستعادت عافيتها ونهضت من جديد خلال قرن من الزمان ولم تتعرض الى أية كارثة أخرى تذكر، فأصبحت من المراكز المدنية والحضارية المهمة في المنطقة ، فكانت مركزا لأمارة تمتد سطوتها على مناطق واسعة من سهل نينوى في القرن الرابع عشر الميلادي ، وقد ورد ذكر عشرة من أمرائها في العديد من المصادر التاريخية كان أولهم الأمير متي الأول ( 1290 م ) وأخرهم الأمير سحب مسعود (1414م) لقد كان لهؤلاء الامراء التأثير الكبير في الحياة الدينية و السياسية في منطقة سهل نينوى وبالأخص كرمليس وما حولها ، فقد أدوا أدوارا مهمة على كافة الصعد ، وكانت لهم كلمة مسموعة لدى القاصي والداني ، ليس فقط لدى أتباع كنيسة المشرق بل لدى الكنيسة السريانية والكنيسة الأرمنية أيضا . فعندما إضطربت الأحوال في البلاد وكانت كرمليس تنعم بالأستقرار قياسا بالمناطق الأخرى قرر البطريرك (دنحا الثاني) نقل كرسي بطريركية كنيسة المشرق الى كرمليس عام 1332 م لما كانت تمتاز به أنذاك من مركز متين بفضل أمرائها وحكامها الذين نعمت في ظلهم بالأمن والأستقرار. فقد دامت بطريركية كرمليس 94 عاما (1332 – 1426 م) جلس فيها كل من : دنخا الثاني (1332 – 1380 م ) إيليا الرابع (1380 – 1408 م) وشمعون الثاني (1418 – 1427 م) حيث نقل كرسيه الى دير الربان هرمزد بالقرب من ألقوش عام 1426 م .


كرمليس في العهد العثماني : سقطت الموصل بيد العثمانيين بعد انتصار السلطان سليم الاول على الشاه اسماعيل الصفوي في معركة جالديران عام 1514 م . وسيطروا على دياربكر وشمال العراق باسره واعتبرت الموصل ولاية ملحقة بالامبراطورية العثمانية يحكمها والي يحمل لقب "باشا" كما قسمت الولاية عسكريا و اداريا الى عدد من السناجق وقد أعتبرت كرمليس مركزا لمير لواء بدرجة " خاص " ، خاضعا لسنجق الموصل ، وقد عانت كرمليس كبقية المناطق من نكبات وويلات الحروب ابان هذا الحكم الذي استمر اربعة قرون بسبب الخصومات بين باشوات المنطقة والصراع الأقليمي بين الفرس والعثمانيين ، فقد تعرضت الى هجوم نادرشاه طهماسب قولي خان الفارسي الذي دكها بالمدافع لمدة 4 أيام متتالية ودخلت جحافله البلدة في 15 آب 1743 م عاملا فيها الدمار والخراب وهدم كنائسها وخاصة دير مار يوحنا المعروف بالربان يوخانا وعبث بكنيسة القديسة بربارة ، وأزال من الوجود المئات من دورها التي لم تسلم منها سوى ثلاثين دارا حسبما أورده الأدميرال تشارلس واطسون برات حينما زارها بعد 15 عاما من حادثة نادرشاه ، كما تعرضت لهجوم (إسماعيل باشا) والي العمادية عام 1786 م ولهجوم الميركور أمير راوندوز عام 1832 م .


كرمليس الحالية : كرمليس الحالية بلدة من بلدات محافظة نينوى ، ترتبط إداريا بناحية برطلة ضمن قضاء الحمدانية ، مساحتها السكنية ، يبلغ تعداد سكان البلدة بما يزيد عن الخمسة ألاف نسمة يسكنون ما يقارب 900 دار من ضمنها بحدود الثلاثمائة دار قديمة العهد مشيدة بالجص والحجر يزيد عمر بنائها على عدة قرون من الزمان ، والبعض منها ضارب في القدم لا يعرف تاريخ بنائها ، وهناك بعض من الدور يدعي أصحابها إنها بنيت بنفس الفترة التي أنشئ فيها دير مار كيوركيس في القرن السادس الميلادي ، أما البقية الباقية من الدور فهي مبنية بأسلوب عصري وحديث لا تختلف عن بقية الدور العراقية الحديثة في المدن الكبرى ، فلقد شهدت البلدة تطورا عمرانيا في العقود الأخيرة ، وتوسعت توسعا كبيرا وخاصة في الطرف الجنوبي منها بإتجاه بلدة باخديدا حيث يقع حي الربيع وأنتشرت في أرجائها دور سكنية رائعة وأسواق ومحلات تجارية عامرة وقاعة للمناسبات والأفراح ونادي إجتماعي ومقاهي وغيرها من المرافق الأجتماعية ، وأصبحت المساحة السكانية تقارب حوالي 820 ألف متر مربع ، و في البلدة أربعة مدارس للبنين والبنات ، واربعة كنائس هي كنيسة مار كيوركيس ( كان ديرا أسسه الراهب الكرمليسي كيوركيس تلميذ الربان برعيتا ) في القرن السادس الميلادي . وكنيسة مريم العذراء في وسط البلدة القديمة ( شيدت عام 1887 م ) ، وكنيسة مار أدي الرسول ( دشنت عام 1963 م ) وهي مقر الخورنة (برعاية الأب يوسف شمعون القهوجي) ، أما الكنيسة الرابعة فهي كنيسة القديسة بربارة التي شيدت على أنقاض معبد آشوري قديم في زمن نجهله ، ونتيجة الدمار الذي أحدثته جحافل نادرشاه عام 1743 م أصبحت مهملة حتى تم تجديدها بسعي من الكرمليسي خوشابا عبدالعزيز عام 1797 م ، وقد قامت مؤخرا في عام 2008 لجنة رعاية شؤون المسيحيين في الشمال بتغطية كافة نفقات تطوير وتأهيل وصيانة الكنيسة وساحتها ، فتم تغليف جدران الكنيسة وقبتها بالحجر الحلان الجميل وكذلك سورها الخارجي ومدخلها وتبليط ساحتها والمماشى بالكاشي الكونكريتي الملون فجاءت الكنيسة آية وروعة في الجمال ، والقديسة بربارة هي شفيعة كرمليس وكنيستها تعتبر مزارا يحجه الكرمليسيون وأبناء البلدات المجاورة في عيدها الواقع في الرابع من كانون الأول من كل عام . وهي الكنيسة الوحيدة بهذا الأسم في العراق .


الأغتراب الكرمليسي : لم يكن الكرمليسي في اواسط القرن الماضي يحلم في الهجرة خارج مسقط رأسه ، ولم تكن هذه الفكرة تراود خاطره أبدا ، فقد كانت البلدة أنذاك عامرة بأهلها ، كرومها مورقة مثقلة بعناقيد العنب ، ومزارعها الصيفية عامرة . وإذا كانت الواردات الزراعية تكفي أهاليها يومذاك وتفيض ، فلم تكن هناك من حاجة للتغرب والأبتعاد عن الأهل ومواطن الصبا ، ولكن عندما أصبحت البلدة تضيق بهم لا تفي وارداتها بمتطلبات سكانها المتزايد وندرة فرص العمل فيها ، فأخذ الكرمليسيون يطرقون أبواب المدن العراقية المختلفة سعيا وراء عيش أفضل في بغداد وكركوك والبصرة وأربيل وغيرها غير أن العدد الأكبر كان قد إستقر في بغداد وقد تجاوز لغاية الثمانينات من القرن الماضي على ما يزيد على الثلاثمائة عائلة .

أما من حاول الرحيل نحو الغرب في بداية الخمسينات من القرن الماضي فلم يكن عددهم يتجاوز أصابع اليد الواحدة ، غير أن عددهم زاد إثر نشوب الحرب الأيرانية العراقية عام 1980 م وحرب الكويت عام 1990 وما لحقتها من تبعات إقتصادية خانقة ، حيث غادر العديد من الشباب تخلصا من تلك الظروف القاسية ، غير إنها إستفحلت بشكل كبير بعد إحتلال العراق من قبل قوات التحالف عام 2003 م وما نتج عنه إضطراب الأحوال وإفتقاد الأمن وإستهداف المسيحيين ، فأخذت عوائل كرمليسية عديدة تفكر بالنزوح عن البلاد طلبا لسكن آمن ، وقد حالف الحظ الكثير منهم فإستقروا في بلجيكا وهولندا وألمانيا والسويد والنرويج والدانمارك وإنكلترا ونيوزيلندا حتى روسيا بالأضافة الى المهاجر الرئيسية الثلاث (أمريكا ، كندا وأستراليا ) ، حيث استطاعوا في مواطنهم الجديدة العمل والأنغماس في المجتمعات الجديدة والنهوض بأنفسهم على صعد شتى . ويقدر عدد العوائل الكرمليسية في بلدان المهجر بما يزيد على الستمائة عائلة ، أكثر من نصفهم مستقرون في أمريكا وكندا .

ولكن الكرمليسيون رغم تغربهم في الشتات ، فهم حريصون على التواصل مع أهلهم وأبناء بلدتهم ، فهم معروف بحبهم لموطن أبائهم وأجدادهم ، بلدتهم الحبيبة كرملش ، التي فيها تفتحت عيونهم ، وعلى مرابعها ترعرعت طفولتهم ، وفي حقولها وكرومها تقدحت براعم شبابهم ، وفوق كل هذا وذاك فهي مثوى الراحلين من أهلنا الى ديار الخلد ، رحمة الله عليهم ، وكل المحبة والتقدير والعرفان للكرمليسيين في كل مكان .



المصدر : موقع كرملش نت / حبيب حنونا " تاريخ كرمليس " الطبعة الثانية 2010 طبعة منقحة ومزيدة ... حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلف ، لا يجوز الأقتباس والنقل دون ذكر المصدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.karemlash-ymi.net/index.htm
 
بلدة كرملش ( كرمليس ) --- نبذة تاريخية عن بلدتي الحبيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كرملش يمي :: المنتـــديـــــــات العــــــامـــــــة :: تاريخ كرمليس-
انتقل الى: