فترة مابعد حرب الخليج الثانية إلى سقوط بغداد 9 ابريل 2003
بعد إحتلال
العراق للكويت في 1990 م، وطرد القوات العراقية من طرف قوّات التحالف الدولية، وجد العراق نفسه في عزلة عالمية وضع اقتصادي غير مستقر، حتى سنة 2003 م. في 27 يونيو/ حزيران قامت الطائرات الأمريكية بشن هجوم بصواريخ كروز على مقر المخابرات العراقية في
بغداد انتقاما من محاولة اغتيال الرئيس جورج بوش في
الكويت في شهر أبريل/ نيسان تلك المحاولة التي اتهمت
الولايات المتحدة الأمريكية العراق بالتدبير و التخطيط له.
في 10 نوفمبر/ تشرين ثاني 1994 اعترف البرلمان العراقي والذى كان يسمى بالجمعية الوطنية العراقية بالحدود الكويتية واستقلالها. في 14 أبريل/ نيسان 1995 صدر قرار
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 986 التي سمح للعراق بالاستئناف الجزئي لصادرات النفط العراقية لشراء الطعام والدواء بموجب برنامج "
النفط مقابل الغذاء" وهو الأمر الذي لم يقبله العراق حتى شهر مايو/ أيار 1996 ولم ينفذ حتى ديسمبر/ كانون الأول عام 1996 . في أغسطس/ آب 1995 غادر
حسين كامل زوج ابنة
صدام حسين وأخوه وعائلاتهما
العراق و حصلوا على اللجوء في
الأردن لكنه فشل في استتقطاب المعارضة العراقية في خارج العراق حوله وعانى من عزلة سياسية مما ادى به للعودة إلى العراق ليقتل هناك في عملية وصفها
صدام حسين بالثأر العشائري للخيانة التي قام بها
حسين كامل.
في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 1995 فاز الرئيس
صدام حسين في استفتاء صوري بنسبة %99.9 ونتيجة هذا الأستفتاء شرع له بالبقاء في السلطة لسبع سنوات أخرى. في 31 أغسطس/ آب 1996 شنت القوات العراقية هجوما على منطقة حظر الطيران في الشمال احتلت
محافظة أربيل بعد نداء للمساعدة من
الحزب الديمقراطي الكردستاني اثناء الحرب الصراع المسلح بين
الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة
مسعود بارزاني و
الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة
جلال طالباني.
في 31 أكتوبر/ تشرين الثاني 1998 انهى العراق تعاونه مع اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن مراقبة تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية مما حدى بالولايات المتحدة و
بريطانيا بشن حملة قصف أطلق عليها اسم "عملية ثعلب الصحراء" عقب إجلاء موظفي
الأمم المتحدة من أجل تدمير برامج الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية العراقية. في 17 ديسمبر/ كانون الأول تم تشكيل لجنة المراقبة والتقصي والتفتيش بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1284 لكن
العراق رفض ذلك القرار. في أبريل/ نيسان 2002 علق العراق صادرات النفط احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية. ورغم دعوات صدام حسين إلا أن أيا من الدول العربية لم تستجب له في اتباع نهجه إلى أن تم استئناف صادرات
النفط العراقية بعد 30 يوما.
في سبتمبر/ أيلول 2002 وبعد عام على
احداث 11 سبتمبر التي هزت السياسة الأمريكية بدأت بوادر التهيئ الأمريكي لضرب
العراق حيث طلب الرئيس الأمريكي
جورج بوش من قادة العالم المتشككين خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة أن يواجهوا "الخطر الجسيم والمتراكم" للعراق أو أن يتنحوا جانبا لتتصرف الولايات المتحدة. وفي الشهر نفسه، نشر رئيس الوزراء البريطاني
توني بلير ملفا عن قدرات العراق العسكرية. في نوفمبر/ تشرين ثاني 2002 عاد مفتشو الأسلحة التابعين للأمم المتحدة إلى
العراق بموجب قرار للأمم المتحدة يهدد العراق بتحمل العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن انتهاك بنود القرار وفي مارس/ آذار 2003 اصدر كبير مفتشي الأسلحة الدوليين في العراق
هانز بليكس تقريرا بأن العراق زاد من تعاونه مع المفتشين ويقول إن المفتشين بحاجة إلى مزيد من الوقت للتأكد من إذعان
العراق ولكن سفير بريطانيا في
الأمم المتحدة صرح في 17 مارس/ آذار 2003 بان السبل الدبلوماسية مع العراق قد انتهت، وتم إجلاء مفتشي الأمم المتحدة من العراق ومنح الرئيس
جورج بوش ،
صدام حسين مهلة 48 ساعة لمغادرة
العراق أو مواجهة الحرب.
في 17 مارس/ آذار 2003 قامت الصواريخ الأمريكية بقصف
بغداد ليمثل ذلك بداية للحرب التي قادتها الولايات المتحدة للإطاحة
بصدام حسين. وفي الأيام التالية تدخل القوات الأمريكية والبريطانية
العراق من الجنوب. وفي 9 أبريل/ نيسان 2003 تقدمت القوات الأمريكية صوب وسط
بغداد وتحطم تمثال
صدام حسين في وسط بغداد. وفي الأيام التالية سيطر المقاتلون
الأكراد والقوات الأمريكية على مدينتي
كركوك و
محافظة نينوى الشماليتين، ووقع أعمال نهب كبيرة
في بغداد وغيرها من المدن.
العراق بعد الأطاحة بحكومة الرئيس السابق صدام حسينفي أبريل/ نيسان 2003 قامت قوات الولايات المتحدة بوضع قائمة تضم 55 مطلوبا من النظام السابق حيث تم القبض على معظم من في القائمة في فترات زمنية متفاوتة وتم تشكيل
سلطة الائتلاف الموحدة برئاسة
بول بريمر وقام
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتصديق على قرار يدعم الإدارة التي تقودها الولايات المتحدة ويرفع العقوبات الاقتصادية عن
العراق. في يوليو/ تموز 2003تم عقد أول اجتماع
لمجلس الحكم في العراق الذي عينته الولايات المتحدة، وقائد القوات الأمريكية بدأ بالتصريح بان قواته تواجه حرب عصابات بسيطة، وتم مقتل نجلي
صدام حسين قصي وعدي في معركة مسلحة في
محافظة نينوى .
بدأ
المقاومة العراقية بتكثيف هجماتها حيثت تمت في أغسطس/ آب 2003 هجوم بالقنابل على السفارة الأردنية في
بغداد وقتل 11 شخصا، وهجوم على مقر
الأمم المتحدة ببغداد يقتل 22 شخصا من بينهم مبعوث الأمم المتحدة، واعتقال
علي حسن المجيد ابن عم
صدام حسين والمعروف باسم علي الكيماوي، ومقتل 125 شخصا في انفجار سيارة ملغومة بالنجف من بينهم الزعيم الشيعي آية الله
محمد باقر الحكيم.
في أكتوبر/ تشرين أول 2003 صدق مجلس الأمن على قرار يعطي الشرعية للاحتلال الأمريكي للعراق ويؤكد على نقل السلطة مبكرا للعراقيين. لكن الموقف الأمني بدأ بالتدهور وبعد ستة أشهر من إعلان الرئيس الأمريكي انتهاء العمليات العسكرية في
العراق وبالتحديد في شهر نوفمبر كان عدد الضحايا الأمريكين في العراق قد تجاوز عدد القتلى خلال الحرب، ففي خلال شهر واحد قتل 105 جنديا من قوات التحالف.
في 14 ديسمبر/ كانون أول 2003 تم اعتقال
صدام حسين في
تكريت و وجد في حفره تحت الأرض عمقها متران وقطرها متر في متر وليس بها سوى فتحة تهويه واحده لا تتجاوز الخمسين سم ، و قام
مجلس الحكم في العراق بالموافقة على على دستور مؤقت للبلاد بعد مفاوضات مطولة وخلافات حادة حول دور الإسلام ومطالب
الأكراد بحكم فدرالي، وفي أبريل/ ومايو 2004 قامت المليشيات التابعة للزعيم الشيعي
مقتدى الصدر بشن هجمات على قوات التحالف، وتقارير عن مقتل المئات في القتال بين الجيش الأمريكي الذي حاصر مدينة
الفلوجة، وظهرت صور عن انتهاكات ضد السجناء العراقيين على يد قوات أمريكية في فضيحة
سجن ابو غريب، وقتل رئيس مجلس الحكم
عزالدين سليم في انفجار خارج مقر التحلاف ببغداد.
في الأول من يونيو/ حزيران 2004 تم تشكيل
الحكومة العراقية المؤقتة الذي تم حلها فيما بعد وحل محلها
الحكومة العراقية الانتقالية التي كانت من مهامها الرئيسية تهيئة
الأنتخابات العراقية لاختيار
مجلس النواب العراقي الدائمي و التصديق على
الدستور العراقي الدائمي
منقول المصدر